الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"فيديو مسرب" يكشف واحدة من أفظع جرائم جنود الاسد في حي التضامن الدمشقي

عشر سنوات مرت على انطلاقة الثورة السورية السلمية، والتي طالب من خلالها ملايين السوريين بحقوقهم في الحرية والعدالة والعيش الكريم.

فصول القصة فيما بعد، بات الجميع يعلمها، فدموية وإجرام نظام الأسد، حولت عمار المدن السورية لخراب، وأحلام الشباب الثائر إلى كوابيس في المعتقلات الجماعية والمحارق التي وثقتها المنظمات الدولية.

وفي آخر فصول ما كشف من مسلسل التنكيل بالشعب السوري، نشر موقع صحيفة الغارديان” البريطانية، الأربعاء، تقريرا تحدث عما اقترفته عناصر النظام السوري في “مجزرة التضامن، وكيف طارد أكاديميَّان مجرم حرب سوري”، ضمّنته مشاهد وصورا من شريط فيديو يوثق إقدام ضابط في جيش النظام السوري على إعدام 41 معتقلاً على الأقل في منطقة التضامن في دمشق عام 2013.

والتقرير الذي كتبه مراسل الصحيفة في الشرق الاوسط مارتن شولوف، يبدأ بوقائع تعود إلى “ما قبل ثلاث سنوات، يوم تسلّم مجند جديد في ميليشيات سورية موالية جهاز كمبيوتر محمول تابع لأحد الأجنحة الأمنية لبشار الأسد”… “فتح الشاشة ونقر بفضول على ملف فيديو، وهي خطوة شجاعة نظرا إلى العواقب التي سيتعرض لها في حال ضبطه وهو يتطفل”.

وسرعان ما انتابه “رعب” لدى اكتشافه مشاهد مروعة لإعدام معتقلين اقتيدوا، الواحد تلو الآخر، إلى حتفهم، و”مع انتهاء عملية القتل، ألقي ما لا يقل عن 41 رجلاً في مقبرة جماعية في ضاحية التضامن بدمشق، وكانت جبهة قتال في ذلك الوقت في الصراع بين بشار الأسد والمعارضين الذين اصطفوا ضده”، على ما يذكر تقرير الغارديان.

تقول الصحيفة: “بعد إنهاء عملية الإعدام الجماعي تلك رمياً بالرصاص، سكب مرتكبوها الوقود على الجثث المتراكمة وأضرموا النار بها ضاحكين”، مشيرة إلى أنهم كانوا “يتستّرون حرفياً على جريمة حرب على بعد بضعة أميال فقط من مقرّ القيادة السورية”. ويعود تاريخ الفيديو إلى 16 إبريل/ نيسان 2013 ونفّذه “الفرع 227” من جهاز المخابرات العسكرية التابعة لنظام الأسد.

قصة “هروب” الفيديو من “سورية الأسد”
تحكي صحيفة “ذا غارديان” كيف سُرّب الفيديو بداية إلى ناشط معارض في فرنسا ومنه إلى الباحثين أنصار شحّود وأوغور أوميت أونجور، العاملين في “مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية” في جامعة أمستردام، مما شكّل مصدر خوف عظيم بالنسبة للمجنّد الذي ينتمي إلى عائلة بارزة موالية للأسد وكان ما يزال في الداخل السوري ذلك الحين.

كما يروي التقرير تفاصيل دقيقة عن كيفية التحقيق الذي خاضه الباحثان للوصول إلى هوية مرتكب “المجزرة المريعة”، وكانت أنصار شحّود قد عارضت النظام منذ بداية الثورة، وانتقلت للعيش في بيروت عام 2013 ومنها إلى أمستردام عام 2016 حيث التقت أوميت أونجور.

على مدى عامين، انتحلت شحّود شخصية مزيّفة على صفحة “فيسبوك”، وحاولت الإيقاع بالكثير من المتورّطين بالدم السوري.

“في مارس/ آذار 2021، وصلت أخيراً أنصار شحّود بهويّتها المستعارة إلى معرفة هوية الرجل الذي يرتدي قبعة صيد في الفيديو ويقوم بتنفيذ عملية الإعدام تلك، فأصبح الصياد هو الفريسة”، بحسب الصحيفة.

“تحدثت الشخصية المستعارة إلى ما يصل إلى 200 مسؤول في النظام، بعضهم متورّط بشكل مباشر في جرائم قتل، وآخرون مارسوا التحريض ودافعوا عن محاولات الأسد الوحشية المتزايدة للتشبث بالسلطة”.

ثم عثرت عن طريق البحث في صور “الأصدقاء” على الشاب “الصيّاد” واسمه على “فيسبوك” أمجد يوسف، وبعد حوارات مطوّلة اعترف أمجد بارتكابه عمليات قتل في مرات كثيرة متذرّعاً برغبته بالانتقام لمقتل أخيه في الحرب السورية، “إنني فخور بذلك”، يقول أمجد نقلاً عن الصحيفة.