الأربعاء 29 شوال 1445 ﻫ - 8 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"مشكلات عسكرية" تواجه الجيش الروسي في أوكرانيا

كشف خبراء عن “مشكلات عسكرية” تواجه قوات موسكو في ساحات المعركة بأوكرانيا، وكاشفين عن أسباب استهداف الكرملين للبنية التحتية في البلاد.

قصف صاروخي مكثف

وكثفت روسيا قصفها على أوكرانيا، مطلع الأسبوع الجاري واستهدف البنية التحتية المدنية الأوكرانية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في العديد من المدن.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، الخميس، إن روسيا قصفت أكثر من 40 موقعا، ما تسبب في مقتل أكثر من ثلاثين شخصا إجمالا، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.

ويحتمل أن يكون استهداف البنية التحتية المدنية “جريمة حرب”، لكن بغض النظر عن ذلك، فإن الروس المؤيدين للحرب يريدون “المزيد من تكثيف الضربات على أوكرانيا”، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

وقال عضو المجلس الرئاسي الروسي للعلاقات بين الأعراق، بوجدان بيزبالكو، “يجب أن يتم ذلك باستمرار (قصف البنية التحتية) ليس مرة واحدة فقط ولكن لمدة أسبوعين إلى خمسة أسابيع”.

روسيا تواصل قصف المدن الأوكرانية

وطالب في حديثه بتكثيف الضربات لـ”تعطيل البنية التحتية الأوكرانية وجميع محطات الطاقة الحرارية، ومحطات التدفئة والطاقة، ومحطات الطاقة، ومحطات الجر الفرعية، وجميع خطوط الطاقة، وجميع محاور السكك الحديدية”.

وقال خلال حديثه للتلفزيون الحكومي الروسي “بعد ذلك ستغرق أوكرانيا في البرد والظلام، ولن يكونوا قادرين على جلب الذخيرة والوقود وبعد ذلك سيتحول الجيش الأوكراني إلى حشد من الرجال المسلحين بقطع من الحديد”.

رغم تلك المطالب، فقد أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، أن روسيا ليست لديها خطط “في الوقت الحالي” لشن المزيد من الضربات الجوية العنيفة على أوكرانيا مثل تلك التي نفذتها، الأسبوع الماضي، والتي أطلقت خلالها أكثر من 100 صاروخ طويل المدى على أهداف في أنحاء أوكرانيا، وفقا لـ”رويترز”.

ويبدو أن الجيش الروسي يفتقر إلى صواريخ دقيقة كافية لمواصلة الضربات الجوية بوتيرة، الاثنين، وفقا لما نقلته “واشنطن بوست” عن محللين عسكريين غربيين.

وقال كونراد موزيكا، وهو مؤسس شركة روشان للاستشارات ومقرها بولندا، إن روسيا “تفتقر إلى الصواريخ الموجهة بدقة”.

وأرجع الخبراء السبب وراء عدم قيام روسيا بعد بإغلاق خدمة الكهرباء والمياه في جميع أنحاء أوكرانيا بـ”عدم قدرتهم على ذلك”، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

ومنذ مايو، انخفض استخدام روسيا للصواريخ الموجهة بدقة (PGMs) بشكل حاد، حيث أشار المحللون إلى أن المخزونات الروسية من هذه الصواريخ “قد تكون منخفضة”، حسب الصحيفة.

واستخدمت روسيا في هجمات، الثلاثاء، بشكل أساسي صواريخ كروز التي تطلق من الجو، وهي أبطأ من صواريخ إسكندر الموجهة ويسهل على أوكرانيا إسقاطها، وفقا لما قاله موزيكا.

وفي مارس، أفاد البنتاغون أن “معدل فشل صواريخ كروز الروسية التي تطلق من الجو يتراوح من 20 إلى 60 في المائة”.

وقال موزيكا: “إذا كان لدى روسيا إمداد غير محدود من الذخائر الدقيقة الموجهة، أعتقد أنهم سيظلون يضربون أهدافا مدنية، لأن هذا هو أسلوب الحرب الروسي”.

وأوضح أن “المحللين ليس لديهم معلومات مؤكدة بشأن مخزون الصواريخ الروسية أو مستويات الإنتاج”، لكن ما يحصل يشير إلى “انخفاض استخدام الذخائر الدقيقة الموجهة واعتماد موسكو الأكبر على صواريخ أقل دقة”.

ويرى أستاذ دراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن، لورنس فريدمان، أن تصعيد روسيا للهجمات الصاروخية على أهداف مدنية “لم يحقق أي مكاسب عسكرية واضحة”.

وقال في رسالة إخبارية إن “روسيا تفتقر إلى الصواريخ اللازمة لشن هجمات من هذا النوع في كثير من الأحيان، حيث تنفذ مخزوناتها ويزعم الأوكرانيون معدل نجاح مرتفع في اعتراض العديد من تلك المستخدمة بالفعل”، وفقا لما نقلته “واشنطن بوست”.

وأكد أن تكثيف الضربات الصاروخي على أوكرانيا لا يمثل “استراتيجية جديدة لكسب الحرب”، لكنه “نوبة غضب لمعتل اجتماعيا”، في إشارة إلى بوتين.

وكتب فريدمان أن “حاجة بوتين إلى تهدئة منتقديه تفسر أيضا سبب استهداف قواته للمدن الأوكرانية”، مضيفا “يمكن تكرار هذه الهجمات، لأنها جزء من عقلية بوتين وجنرالاته لإجبار الأعداء على الاستسلام”.

لكن يشير في الوقت ذاته إلى أن نتائج ذلك التصعيد ستكون “مخيبة لآمال المؤيدين للحرب في روسيا لأن مخزونات صواريخ كاليبر وإسكندر “تتناقص”، وفقا لما نقلته “واشنطن بوست”.

مشكلات عسكرية

تثير الأحداث الأخيرة الجدل بين الخبراء العسكريين فمنهم من يرى أن “روسيا فشلت في الحرب”، ويشير آخرين إلى التعزيزات العسكرية الروسية بعد التعبئة الجزئية وإمكانية دعم تلك القوات للجنود الروس المرهقين في ساحات القتال، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

ومنذ اليوم الأول لغزو أوكرانيا، يواجه بوتين “العديد من المشاكل العسكرية”، فقد عانت روسيا من مستويات مروعة من الإصابات في ساحة المعركة، مما أدى إلى تدمير الروح المعنوية للجنود، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

وعانت قوات بوتين من “هزائم متكررة”، وتواصل القوات الأوكرانية استعادة الأراضي ببطء في منطقة خيرسون خلال هجومها الجنوبي المستمر.

وتواجه القوات الروسية “انتكاسات في خيرسون”، وتعاني تلك القوات أمام قوات كييف في منطقة لوغانسك، بعدما واجه الكرملين من سلسلة من الهزائم على يد القوات الأوكرانية خلال الفترة الماضية، وفقا لتقرير لشبكة “سي إن إن”.

الجيش الروسي

وفي الوقت ذاته، لا تزال التعبئة العسكرية الروسية في حالة من الفوضى، حيث ينشر المجندون الغاضبون مقاطع فيديو على الإنترنت يوميا تقريبا، يشكون من “عدم كفاية التدريب وضعف المعدات”.

وقال مسؤول غربي إن “بعض القوات الروسية التي حُشدت في الآونة الأخيرة تكبدت خسائر بشرية بالفعل في ساحة المعركة، وإنه من غير المرجح أن يساهم وجودهم في قلب دفة الحرب لصالح موسكو”، وفقا لـ”رويترز”.

وأضاف “من الواضح أنهم تلقوا تدريبا محدودا للغاية ومعدات سيئة جدا، وهذا ما يجعلنا نقول إنه من غير المحتمل حقا أن يكون لديهم أي تأثير إيجابي على المدى القريب”.

وأشار المسؤول إلى أن روسيا ليس لديها ما يكفي من الصواريخ لمواصلة شن هجمات مثل تلك التي نفذتها، الأسبوع الماضي.

ومضى قائلا “روسيا تستنفد بسرعة إمداداتها من الصواريخ الدقيقة التوجيه البعيدة المدى، وخاصة صواريخ كروز التي تُطلق من الجو، لذا فهذه ليست حملة ستكون قادرة على مواصلتها إلى أجل غير مسمى”.

لماذا البنية التحتية؟

وسط النكسات العسكرية الروسية، سعت موسكو لـ” لصدمة المدنيين وترويعهم، وتجويعهم، وكسر إرادتهم في المقاومة”، وفقا لماريا شاغينا، وهي محللة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن.

وقالت شاغينا إن أحد الأهداف الواضحة للضربات الروسية على ست محطات كهرباء فرعية في لفيف بغرب أوكرانيا هو “منع كييف من تصدير الكهرباء إلى أوروبا”.

وقالت:” لم يكن من قبيل المصادفة أن روسيا دمرت قدرة أوكرانيا على تصدير الكهرباء إلى أوروبا في نفس الوقت الذي قامت فيه موسكو بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا”، مضيفة “إنهم (الروس) يحاولون تصعيد الحرب بقدر ما يستطيعون”.

قصف روسي على كييف

وتسببت الضربات الروسية في أضرار جسيمة لأنظمة الطاقة في جميع أنحاء أوكرانيا، مما أجبر الناس على تقليل الاستهلاك خلال ساعات الذروة لتجنب انقطاع التيار الكهربائي، وفقا لشبكة “سي إن إن”.

ويقول موزيكا: “من المؤكد أنهم (الروس) يركزون على شبكة الكهرباء كوسيلة لجعل حياة المدنيين بائسة”، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

وأضاف: “ما يحاول الروس فعله بشكل أساسي هو إرهاق الأوكرانيين، وخفض الروح المعنوية، وتقليل الرغبة في القتال”، مرجعا ذلك إلى “رغبة موسكو في زيادة الضغط على الحكومة الأوكرانية للدخول في مفاوضات مع روسيا”.