الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لا مساومة سعودية على ملف لبنان

تؤكد مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت، ان المناخ الجديد الذي يسيطر على المشهد السياسي في المنطقة نتيجة التقارب السعودي مع كل من إيران وسوريا سينعكس حتماً على لبنان.

لكن المصادر توضح لـ”صوت بيروت انترناشونال”، ان السؤال يكمن في توقيت انعكاسه على لبنان وبدء ذلك ومداه، إن كان بالأسابيع أو بالأشهر. إنما من المؤكد أن لبنان ليس أولوية لدى الطرفين السعودي والإيراني، الأولوية هي لعلاقتهما الثنائية ولبناء معايير الثقة لا سيما أن ذلك مهم بالنسبة الى الرياض، وهذا ما تنتظر تكريسه من خلال أداء إيران في ملف اليمن.

وبالتالي، ان أي تطور إيجابي بالنسبة الى البلدين سيعزز الاتفاق بينهما، وبناءً عليه يمكن عندها توقع انفراجات أكثر في لبنان. وهذا قد يستغرق أسابيع أو أشهر أو قد لا يتحقق إذا حصلت عراقيل معينة.

الاتفاق السعودي-الايراني حصل في اطار بيان وبشروط محددة ركزت على عدم تدخل إيران في سياسات الدول العربية، والفارق هذه المرة هو وجود ضامن معنوي أي الصين.

ونظراً للعامل الصيني ولمصالح الطرفين مع الصين من الناحية الاقتصادية، فإن الأمر قد يتحول الى المصالح السياسية، انما مضمون نجاح الاتفاق مرتبط بشكل مباشر بمدى اتخاذ خطوات بناء الثقة لا سيما خلال مرحلة الشهرين المعطاة لفتح السفارتين، وستكون هناك مباحثات بينهما منها ما هو مُعلَن ومنها ما هو غير مُعلَن لا سيما عبر القنوات الأمنية، واذا كان من المتوقع حصول تغيير فإن ذلك سيكون تدريجي ومن ضمن ذلك الأولوية اليمنية.

أما بالنسبة الى الملف اللبناني، فإن الموقف السعودي حتى الآن لا يزال غير قابل للمساومات، إذ تربط المملكة هوية لبنان بالأمن القومي العربي، فضلاً عن أن مشكلة اليمن هي التي انعكست سلباً على الأداء السعودي في لبنا، ومشكلة السعودية في لبنان هي من جراء الوضع اليمني.

وتعتبر المصادر، ان المناخ الذي سيسود لبنان يعد “thermometer” المنطقة وكلما كان الجو في المنطقة إيجابياً كلما ارتاح لبنان، وكلما كان الجو متشنجاً كلما ساد التشنج الجو اللبناني، ومن المفيد للبنان التوقف عند مسألتين أساسيتين هما: معرفة الأفرقاء اللبنانيين الاستفادة من الوضع الجديد في المنطقة، ثم ان لا يلجأ أي طرف إقليمي أو دولي الى تسليم لبنان الى جهة محددة.

بالنسبة الى المملكة فهي ليست مستعدة للقبول مجدداً بتجربة الـ٢٠١٦ في لبنان، وليست مستعدة للقبول بفكرة رئيس ضد المملكة على أن يتم اكتسابه لاحقاً، لا سيما وأن هذه المقولة أثبتت فشلها.

وتشير المصادر أن أية حلحلة في اليمن ستنعكس على لبنان، انما الانفراجات على المستوى اللبناني لا تزال تحتاج الى وقت، ومن المبكر البحث عن تسوية متصلة بلبنان.

والرياض لا تزال على موقفها والأميركيون أقرب الى السعوديين في موقفهم، بحيث يريدان خطة متكاملة في لبنان تبدأ بالملف الرئاسي مروراً بالحكومة وصولاً الى التفاهم مع صندوق النقد الدولي.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال