السبت 19 ذو القعدة 1446 ﻫ - 17 مايو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أحلاهما مرّ.. المفاوضات الأميركية الإيرانية سترسم مصير نظام ولاية الفقيه!

مما لا شك فيه أن الأنظار متجهة إلى يوم السبت وعلى سلطنة عمان تحديدا، حيث ستستضيف العاصمة مسقط المفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين، وسيمثل الوفد الأميركي المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، في حين يترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، وستكون المفاوضات غير مباشرة.

في هذا الاطار تبرز العديد من التكهنات حول نتائج هذه المفاوضات  لاسيما وان طهران تعمل بشكل تعمل بدأب، على المماطلة من خلال استيلاد حجج ، علها تمرر الوقت بعدما ادركت ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، صارم وثابت في وعوده ورؤيته لناحية منع ايران من الحصول على سلاح نووي بأي ثمن.

مع اقتراب موعد المفاوضات المقرر السبت المقبل، تعقدت معها الشروط من كلا الطرفين بتمسك الطرفين بشرط كيفية اجراء المفاوضات من ناحية الشكل حيث تتمسك طهران بعقدها بشكل غير مباشر في حين يصر ترامب على ان تكون مباشرة، يضاف اليها الشروط المفروضة من الولايات المتحدة من جهة والتي اضحت رائجة ابرزها، فرض قيود دائمة ومشددة على البرنامج النووي الايراني تضمن عدم قدرة ايران على تطوير اسلحة نووية، الحد من تخصب اليورانيوم وتقليل مخزوناتها من المواد الكيميائية، وقف دعم ايران للجماعات المسلحة في المنطقة، الحد من انشطة ايران الصاروخية، والعمل على ضمانات تمنع إيران من الوصول الى سلاح نووي.

في وقت أصرت إيران على رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، معتبرةً إياها غير قانونية وتعيق اقتصادها، وهي ستكون شرطا اساسيا لاي اتفاق، والابرز هو مطالبتها بضمانات قوية من الولايات المتحدة بعدم الانسحاب من اي اتفاق يتم التوصل اليه كما حدث في عهد ترامب.

ان الشروط الايرانية المطروحة اليوم لا يمكن ان تتواءم مع الاوضاع التي تعيشها حاليا ان على الصعيد الداخلي مع انهيار اقتصادها نتيجة العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة من الولايات المتحدة التي شملت قيودا على التجارة والاستثمار والحظر على التعاملات المالية مع البنوك والمؤسسات الايرانية.في وقت وضع مجلس الامن قيودا عليها في ما يرتبط بتصدير التكنولوجيا النووية والصاروخية وتجميد اصول بعض الشخصيات والمؤسسات الايرانية.

العقوبات والحظر والقيود عديدة، اسهمت بشكل كبير بشل قدرات نظام الخامنئي داخليا وخارجيا، أما على الصعيد العسكري فهي تعرضت لضربات قاضية مع انهيار خطوطها الدفاعية الامامية التي زرعتها في 5 دول عربية، وهي اليوم تشاهد افول نجم “الحوثيين”، على وقع الضربات القاضية لسلاح الجو الاميركي، وانكفاء الميليشيات العراقية التي تشكل السند الاخير لابواب طهران.

كل هذه المعطيات تجعل من عملية التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية اشبه بما ورد في شطر من قصيدة لأبي فراس الحمداني حين قال :”أصَيْحابي: “الفرارُ أوِالردى؟” فقلتُ: هما أمرانِ، أحلاهُما مُرُ”.

يبدو ان المفاوضات المقرر عقدها يوم السبت القادم ستخوضها ايران في ظل الظروف التي ذكرناها اعلاها، ولن تتمتع بالترف الذي كانت تعيشه يوم كان باراك اوباما الديمقراطي في سدة الرئاسة، وستشكل هذه المفاوضات الفرصة الاخيرة امام نظام الخامنئي، في ظل المتغيرات التي ادت الى انهيار نفوذها وقدرتها على زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط والخليج العربي، ولم تعد القضية الفلسطينية من ضمن بنود التفاوض، لا بل ان احداث 7 اوكتوبر قد تكون كتبت نهاية نظام عبث بمصير الشعوب التي زرعت فيها ميليشياتها.