الأربعاء 25 شوال 1446 ﻫ - 23 أبريل 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أمر اليوم "استدعاء" إلى قصر الشعب.. وإلا!

انتظر اللبنانيون اطلالة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون عله يجترح حلاَ للانهيار الذي تسلل الى كل الطبقات اللبنانية وتساوت للمرة الاولى في الفقر والعوز, ولكن المفاجأة ان الخطاب كان موجها الى الرئاسة الثالثة.
مصدر مراقب وضع خطاب الرئيس على المشرحة الدستورية في حديث مع “صوت بيروت انترناشونال” ” في الشكل هو خطاب موجه الى اللبنانيين انما في المضمون هو “استدعاء” للرئاسة الثالثة بالحضور وكأنه “تبليغ” للحضور الى الاستجواب .

يتابع المراقب ان الرئيس عون ادرك ان المحور الذي يدعمه بدأت اعمدته تتزعزع لاسيما في سوريا , وهذا بدأ واضحا من خلال دعوة روسيا “حزب الله” للحضور الى موسكو وطريقة وصول الوفد الى مقر الخارجية ب”فان” الامر الذي يعتبر هذه الزيارة نوعا من تبليغ لا يرقى الى المفاوضات, وان هناك تغييراَ جوهرياَ في المنطقة بدأ الجميع يتحسسه.

وهنا يعود المراقب في الذاكرة الى “ليلة الشامبانيا” يوم تسلم الجنرال ميشال عون دفة البلاد من خلال حكومة عسكرية رفضت داخلياَ وخارجياَ وطوقت ماليا ودبلوماسيا ,وهذا الامر لا يمكن ان يتكرر اليوم لان “القتال بسكاكين المطبخ” العبارة الشهيرة للجنرال لا يمكن ان تكون عدة “الشغل” في يومنا هذا .

اليوم الجنرال عون لم يعد رئيس حكومة عسكرية انما رئيس جمهوريتها ولا يمكنه مخاطبة رئاسة الحكومة من خلال شاشة التلفزة , لان الاوضاع الاقتصادية في ظل انهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار لا تحتمل تبادل الاتهامات.

ويتابع المراقب لا يمكن تسيير البلاد بفرض الخيارات وتضييق آفاقها , وهذا ما بدا واضحا عندما توجه الى الرئيس المكلف بالقول “ان يبادر فوراَ الى احد الخيارين المتاحين حيث لا ينفع بعد اليوم الصمت والتزام البيوت الحصينة” .

ان اطلالة رئيس الجمهورية وفق المراقب لم تحمل الامل الى اللبنانيين انما الخوف من المجهول لاسيما مع اصراره على انه لم يعتاد الاذعان والرضوخ وبذلك اعاد الرئيس نفسه الى حقبة ال1988-1989 والى “قصر الشعب” لكن معادلة الامس انتهت صلاحيتها بعدما تغير اللاعبون. فسوريا حافظ الاسد انتهى دورها ومفاتيح الحل والربط توسعت مروحة مالكيها .

اما على صعيد الداخلي يلفت المراقب الى ان مضمون كلمة الرئيس عون وطلب “الاستدعاء” الذي اعلنه من وراء مكتبه الرئاسي قد لا يلقى صدى حتى بين حلفائه , ولا يمكن اجبار الرئيس المكلف كائناَ من كان على انهاء تكليفه .
في الختام يبقى الشعب رهينة ينتظر فك اسره من الطبقة الحاكمة فهل من منقذ في المدى القريب؟