الأربعاء 22 رجب 1446 ﻫ - 22 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أهالي الجنوب.. "ما بدنا غير الجيش"

لم تكن زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون عادية إلى الجنوب، فالمشهد كان رئاسياً بامتياز، واستقبل كالرؤساء على أرض عانت من التفلت واللاشرعية على مدى سنوات، والمشاهد التي رأيناها، تدل على مدى تعطّش الجنوب والجنوبيين لعودة الشرعية والقانون لتلك المنطقة التي كانت ترزح تحت وطأة سلاح الأمر الواقع.

مصادر من جنوب لبنان تؤكد أن كل من يعتقد بان أهالي الجنوب يفضلون البقاء تحت حكم المليشيا فهو مخطئ، فهم أكثر الناس الذين يريدون عودة الأمن والأمان الذي يمثله الجيش اللبناني، خصوصاً أنهم يعانون من تفلت الأمن والاستقواء، فوضعهم لم يكن مختلفاً كثيراً عن السوريين الذين كانوا تحت حكم آل الأسد، وكانوا ينتظرون تحريرهم من قبضة السلاح غير الشرعي بفارغ الصبر.

تضيف المصادر عبر موقع “صوت بيروت إنترناشونال”: “أكثر من كان يعاني من انعدام الأمن هم الجنوبيون، فالسلاح غير الشرعي كان يفرض حاله عليهم، وكانت حياتهم شبه محتجزة، ولذلك كان استقبال قائد الجيش بهذه الطريقة رسالة واضحة إلى من يعنيهم الأمر، بأن الجنوب بكافة مشاربه يريد الجيش، ويريد بسط سلطة الدولة التي طال انتظارها منذ تحرير الجنوب، واليوم لديهم أمل كبير بأن الحرب لن تعود مع وجود الجيش، وأن الأمن والأمان دخل للمرة الأولى إلى الجنوب وبقوة، ويتطلعون للجيش بنظرة خلاص وأمان واستقرار وثقة”.

وفقاً للمصادر، فإن الأهالي لن يقبلوا بعد اليوم العيش تحت وطأة أي جهة غير شرعية، ووحده الجيش مخول بحمل السلاح، خصوصاً تلك البلدات والقرى التي دُمرت بفعل تخزين الأسلحة، وارتفعت أصواتهم في الفترة الأخيرة من انعدام الأمن، ووجود السلاح بكثرة بين المنازل والمدارس، الأمر الذي أدى إلى تدمير قراهم وتهجيرهم، وهذا الأمر شددوا عليه خلال تواجد قائد الجيش في الجنوب.

تقول المصادر الجنوبية إن “الأهالي يأملون كثيراً من الجيش، ويريدون إعادة إعمار ما تهدّم، ووجود الجيش يعطيهم الثقة التامة لذلك، لأنهم عانوا لسنوات، إذ ملّوا من تكرار الدمار وإعادة الأعمار كل 10 سنوات، نتيجة الحروب التي دخلوها من دون علمهم، وتعرضوا للقتل والإبادة، وتدمير أرزاقهم، واليوم لا يريدون سوى الجيش اللبناني، ويرفضون أي وجود مسلح غير شرعي”.