حتى في الحروب هناك قوانين، هناك حد أدنى من احترام الخصم على الرغم من لغة الدمار والقتل، لكن مع إسرائيل التي لا تعترف لا بالقوانين الدولية ولا بالحد الأدنى من الإنسانية تنتهك حقوق الانسان كل يوم.
كيف يطلب الجيش الإسرائيلي من المستشفيات بإخلائها، وبأي حق، ما يعني اخلاء مستشفى من مرضاها وجرحاها وجثثها المكدسة نتيجة الحرب على غزة؟
كيف يطلب الجيش الإسرائيلي من أصحاب الأرض بإخلائها والرحيل عنها وعن جذورهم وذكرياتهم وممتلكاتهم وترك كل ما يملكون؟
حتى حرمة الموت انتهكتها إسرائيل ولاحقت الموتى إلى قبورهم، وباتت الجثث يتم وضعها داخل ثلاجات الأيس كريم، أي شرع وأي دين يقبل بإهانة الأموات؟
إسرائيل لم تترك للأموات مكان، ولم تترك للأحياء مأوى ولا حياة ولا مياه ولا طعام، ولم تترك لأطفال غزة أن يعيشوا طفولتهم.
الجميع يطالب إسرائيل باحترام القانون الدولي، ما هو؟
القانون الدولي الإنساني هو مجموعة من القواعد التي ترمي إلى الحد من آثار النزاعات المسلحة لدوافع إنسانية. ويحمي هذا القانون الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة أو بشكل فعال في الأعمال العدائية أو الذين كفوا عن المشاركة فيها مباشرة أو بشكل فعال، كما أنه يفرض قيودًا على وسائل الحرب وأساليبها. ويُعرَف القانون الدولي الإنساني أيضًا “بقانون الحرب” أو “قانون النزاعات المسلحة”.
والقانون الدولي الإنساني فرع من القانون الدولي العام، الذي يتألف بصفة رئيسية من معاهدات والقانون الدولي العرفي فضلًا عن المبادئ العامة للقانون (انظر المادة 38 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية).
وينبغي التمييز بين القانون الدولي الإنساني، الذي يحكم سلوك الأطراف المنخرطة في النزاعات المسلحة (القانون في الحرب jus in bello)، والقانون الدولي العام الذي يكرسه ميثاق الأمم المتحدة والذي ينظم مدى قانونية لجوء دولة إلى استخدام القوة المسلحة ضد دولة أخرى (قانون شن الحرب jus ad bellum). ويحظر الميثاق اللجوء إلى القوة ولكنه يتضمن استثناءين هما: حالات الدفاع عن النفس ضد هجوم مسلح، وعندما يخوّل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة استخدام القوة المسلحة. ولا يبحث القانون الدولي الإنساني في وجود أسباب مشروعة وراء انطلاق شرارة النزاع من عدمه، وإنما يسعى بالأحرى إلى تنظيم سلوك أطراف النزاع فور اندلاعه.
وشنّت إسرائيل خلال العشرين سنة الماضية عدة حروب ضد غزة ولبنان تُخرج في كل مرة فيها أسلحة محرمة دولية من مخازنها وتقصف بها بيوت المدنيين والعزل.
قنابل الفسفور الأبيض
تتنوع هذه الأسلحة وتختلف تسمياتها لكن قنابل الفسفور الأبيض تعد أبرزها. فهذه القنابل هي عبارة عن مادة سامة شمعية تتفاعل مع الأوكسجين بسرعة وتتسبب بحروق من الدرجة الثانية والثالثة.
وقد تمتَص هذه المادة بسهولة عبر الجلد إلى بقية الجسم، وقد تسبب أعراضًا خطيرة أخرى تصل إلى الوفاة بسبب الأضرار التي تلحقها بالكلى والكبد والقلب.
المتفجرات المعدنية الخاملة الكثيفة
ويعرف أبناء غزة نوعًا آخر من السلاح المحرّم ويسمّى “المتفجرات المعدنية الخاملة الكثيفة” (DIME). وقد استخدم سابقًا ضد القطاع.
تحدث هذه المتفجرات نصف قطر انفجار صغير لكنّه مدمر. وتُصنَّع عبر خلط المادة المتفجرة مع جزيئات صغيرة من مواد كيميائية.
ويتسبب انفجار هذا النوع من القنابل في تمزيق الأنسجة البشرية فضلًا عن تسببها بجروح غير قابلة للعلاج بسبب المواد الكيميائية.
القنابل العنقودية المدمّرة
أمّا ثالث أنواع هذه القنابل، فهو العنقودية المدمرة. وتحتوي في داخل كلّ منها على عشرات القنابل وتخلّف لدى انفجارها آلاف الشظايا. طورتها شركة “إلبيت” الإسرائيلية. ورفضت تل أبيب الانضمام لمعاهدة حظر انتشارها.
كما تعد القنبلة الفراغية من أشد الأسلحة فتكًا، فهي قنبلة تعمل بالوقود. وتتكون من حاوية ذات شحنتين متفجرتين منفصلتين عند انفجارها تفتح العبوة الأولى وتنثر خليط الوقود على نطاق واسع، ثمّ تنفجر الشحنة الثانية مما يؤدي إلى انفجار ضخم، وفراغ يمتص كل الأكسجين المحيط مما يؤدي إلى تدمير شبه كامل للمباني والمعدات.