نتنياهو يستعرض أحد الصواريخ الإسرائيلية
ليس بغريب على من يرتكب كل هذه المجازر بحق الأطفال والنساء في غزة ويدمرها ويمحو أحياء بأكملها ويستعمل أسلحة محرمة أن يهدد بإلقاء قنبلة نووية، فإسرائيل لها تاريخ طويل من المجازر في فلسطين ولبنان.
ولن أتحدث عن الضجة التي أثارها الوزير الإسرائيلي المتطرف في الأوساط العربية والعالمية عندما هدد باستعمال إسرائيل بالنووي، إنما هناك ضجة حصلت داخل إسرائيل وهذا ليس من باب الحرص على المدنيين في غزة وليس من باب العودة عن الخطأ أو الشعور بالإنسانية، ففاقد الشيء لا يعطيه والإنسانية غير موجودة في القاموس الإسرائيلي الحافل بالمجازر.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن موجة الغضب التي حصلت أتت من باب الحرص على سرية الأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل والتي لم تعلن عنها بشكل رسمي، وهي تتستر عنها إلى يومنا هذا.
وتقول المصادر لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، “يعتقد أن إسرائيل تمتلك 90 رأساً حربياً نووياً تعتمد على البلوتونيوم، وأنها أنتجت ما يكفي من البلوتونيوم لصنع 100-200 سلاح، وفي حين أن مخزوناً بهذا الحجم يشكل حداً أدنى من الردع، فإن عدم وجود برنامج لاختبار المتفجرات قد يثير مخاوف بشأن الفعالية، كما أن هناك تكهنات بأن إسرائيل عملت مع دول أخرى لاختبار فعالية أسلحتها، وربما اعتمدت تل أبيب على فرنسا للحصول على بعض بيانات الاختبار حتى فرضت باريس حظرا على إسرائيل بعد حرب الأيام الستة في تموز 1967.
وتتابع المصادر، “لم تعترف إسرائيل أبداً رسمياً بأن لديها أسلحة نووية، وتكرر بدلاً من ذلك على مر السنين أنها لن تكون أول بلد “يُدخل” السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط، ويترك ذلك الكثير من الغموض بشأن ما إذا كان ذلك يعني انها لن تصنعها، أو لن تكشف عنها، أو لن تكون الأولى في استخدمها أو ربما يوجد تفسير آخر لهذه العبارة.
تعود صياغة عبارة “لن تكون الأولى” إلى مذكرة تفاهم أشكول-كومر التي تمت بين إسرائيل والولايات المتحدة في 10 آذار عام 1965، والتي للمرة الأولي تتضمن تأكيداً إسرائيلياً مكتوباً بأنها لن تكون أول من يدخل السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط.
ترفض إسرائيل التوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي رغم الضغوط الدولية عليها للقيام بذلك، وتذكر أن التوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي سيكون مخالفاً لمصالح أمنها القومي.
وتؤكد المصادر على أن امتعاض نتنياهو من تصريح وزيره المتطرف لم يأت من باب الحرص على المشاعر الإنسانية، إنما أتى من أجل الحفاظ على الغموض والسرية التي تعتمدها إسرائيل تجاه ترسانتها النووية، والتي تخشى في حال تم الكشف عنها، أن يؤدي إلى موجة سباق في التسلح النووي في الشرق الأوسط.