الثلاثاء 7 ربيع الأول 1446 ﻫ - 10 سبتمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إلى مَن تبيع إيران موقفها.. للأميركيين أم للفرنسيين؟

ما حقيقة الموقف الأميركي من المبادرة الفرنسية؟ وهل باتت المبادرة في مهب الريح أم أنها ستكمل طريقها مهما كانت الظروف التي تحيط بها؟

تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية لـ “صوت بيروت إنترناشونال” أنّ الولايات المتحدة لم تقل ولا مرة أنّ المبادرة الفرنسية ستنجح، وأنه من خلالها سيتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان.

اللاءات الأميركية على المبادرة هي في أنها تضمنت طروحات قريبة من فريق لبناني. وليست قريبة من كل الأفرقاء، وتم رفضها من فريق لبناني. ثم أن المبادرة هي فرنسية بامتياز، تمثل موقف فرنسا ولا تمثل موقف اللجنة الخماسية حول لبنان. في حين أن الفرنسيين يقولون إن مبادرتهم قامت بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، وإن طروحاتها قد تغيرت مع تسلم الوزير جان إيف لودريان ملف لبنان ولم تعد كما كانت في مضمونها قبل لودريان، وهي ترحب بأي تفاهم بين اللبنانيين على رئيس جديد، وأنها تخلت عن دعم مرشح “حزب الله” للرئاسة.

مع الاشارة إلى أنّ لودريان سيقدم تقريرًا إلى اجتماع  اللجنة الخماسية التي ستنعقد في نيويورك على هامش افتتاح أعمال الدورة الـ ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة.

أسباب الاهتمام الفرنسي الكبير بملف لبنان يعود بحسب المصادر، إلى المصالح السياسية والاقتصادية، حيث تريد باريس التعويض عن خسارتها في النفوذ في العديد من المواقع في العالم، لا سيما أخيرًا في أفريقيا، عبر تعزيز نفوذها بلبنان على كافة الصعد. ولا مانع لديها بالتفاهم مع إيران حول المواضيع اللبنانية المطروحة. وإذا تمكنت فرنسا من الإتيان برئيس جمهورية ورئيس حكومة في لبنان يعني أنها تستطيع أن تعزز نفوذها من خلالهما، لأنها هي التي ضغطت وأثرت في وصولهما إلى السلطة.

فرنسا لديها اتصالات مع إيران حول لبنان وحول كافة الملفات في المنطقة، فضلًا عن العلاقات الثنائية. والولايات المتحدة أيضًا لديها اتصالات مع إيران، لكن في مقدمة مواضيع الاتصالات التفاوض حول النووي وما قد يتصل بذلك. واشنطن ترفض الجلوس إلى طاولة فيها إيران من أجل ملف لبنان فقط. لذلك لم توافق على ضم إيران إلى اللجنة الخماسية. إيران ومن خلال مباحثاتها مع الفرنسيين حول لبنان لم تغير موقفها من ملف الرئاسة بحسب المصادر.

وتقول المصادر إن إيران تفضل أن تبيع أي موقف إلى الأميركيين وفي التوقيت الذي يكون مناسبًا، أي التفاوض حول النووي والمنطقة. ولن تقدم أي موقف إيجابي للفرنسيين حتى إشعار آخر. وتشير المصادر إلى أنّ موعد أي موقف إيراني إيجابي لم يحن بعد. لكن أيّ تطور في الأوضاع والعلاقات الدولية لا سيما الأميركية مع إيران، من شأنه التأثير في الملف  اللبناني، وعند ذلك سيكون هناك رئيس للجمهورية وليس قبل ذلك. وبالتالي، فإنّ موعد وصول الرئيس الجديد وهويته لا تزالان غير واضحتان ومرتبطان بالبحث بين واشنطن وطهران وليس بين فرنسا وإيران.