لولا كاميرا المراقبة في البترون والتي كشفت صدفة عملية الإنزال، لما كان أحد من المعنيين علم بالعملية، وهذا يضع اكثر من علامة استفهام حول حجم الخرق الذي يتعرض له حزب الله، كما يطرح السؤال، هل هناك من عمليات إنزال أخرى حصلت في لبنان في هذه الحرب؟
مصادر موثوقة تكشف لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، أن العملية لم تحصل ليل الجمعة، بل قبله بيومين على الأقل، ولولا كاميرا المراقبة الموضوعة في المكان، لما علم أحد بالعملية، خصوصاً أن المنطقة التي تم فيها الإنزال تعتبر خارج نطاق البترون السياحي، وهي تقع بين البترون ومنطقة كوبا، وهي منطقة نائية إلى حد ما لا يعلمها سوى أبناء البترون، وهي ليست من الأماكن التي يرتادها السياح أو كل من يزور البترون، والشاليهات في النقطة المذكورة قديمة وثمن إيجارها لا يقارن بتلك الباهظة التي تقع في أماكن سياحية، وهذا يدل على ان المخطوف اختار مكان بعيد عن الأنظار وبعيد عن ضجيج البترون.
تؤكد المصادر أن “الغليغليّة” وهو اسم الشارع أو النقطة التي حصل فيها الإنزال، لا يعرفه سوى أبناء البترون، ولا يقصده إلا من يسكن هناك، فالشاطئ هناك يعد من الأماكن الهادئة والتي لا تلفت الأنظار ولا تجذب السياح، وهي متواضعة جداً، بالتالي، فإن المخطوف اختار ذلك المكان لبعده عن حركة السياح والمارة، كما أن أحد القاطنين اكتشف صدفة عملية الخطف، والبعض اعتقد أن أحد الأجهزة يقوم بعملية دهم.
أما أمنياً، تشير المصادر أن تلك المنطقة المذكورة بعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية، لأن تركيز الأجهزة يصب في ميناء البترون، وهذا منطقي نظراً لعدد الرواد في الميناء والمعالم السياحية هناك، وهذا جعل عملية الإنزال اكثر سهولة، واكثر بعداً عن أنظار الجميع، لكن يبدو أن الخرق الأمني الذي يطال حزب الله كبير جداً، وكون المخطوف ينتمي إلى حزب الله، يسأل أهالي البترون، ماذا كان يفعل في تلك المنطقة، ولماذا احتار “الغليغلية” بالذات، ولطالما أن المخطوف من حزب الله ويملك معلومات مهمة، فلماذا بعيد عن الجبهة وما كانت أهدافه؟