يظن البعض أن التذاكي على المجتمع الدولي من السهل تمريره، وأن ما حصل في حرب الـ2006 يمكن أن يحصل اليوم ويمر مرور الكرام، لكن يخطئ من يعتقد أن القرارات الدولية يمكن تمريرها أو تطبيقها على الطريقة اللبنانية وعلى قاعدة من “من دهنو سقّيلو”، فهذه المرة تختلف عن سابقاتها، وحرب 2023 لا تشبه حرب تموز 2006.
مصادر دبلوماسية غربية تؤكد أن الاتصالات لا تزال جارية، ومن المبكر الحديث عن إيجابيات او سلبيات في ما يخص وقف إطلاق النار في لبنان، وما حصل هو درس لبنان للمقترحات الأميركية الإسرائيلية، والرد عليها لا يعني أن الحل قد أتى، فهو مجرد رد وبعض التعديلات، وهنا تكمن المشكلة في التعديلات، لأن البنود واضحة إما القبول بها أو رفضها، ورفض بعض البنود والقبول بأخرى سيعيق المشار التفاوضي ويطيل من عمر الحرب، لأن أميركا تدرك حليفتها جيداً، وتعلم ما يرضيها وما لا تقبل به، هي قامت بصياغة المقترح وفقاً لما تراه مناسباً لإسرائيل، وأي تعديل أو رفض يعني نسف المبادرة.
وتشير المصادر الغربية لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، إلى أن أميركا تقوم بالمحاولة الأخيرة، والأجواء التي تنقل عن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين تشير إلى أنه ملّ من القيام بتلك المهمة، وهو سيأتي إلى لبنان للمرة الأخيرة، وهو مجر ناقل رسائل لا أكثر، سينقل الرد اللبناني إلى إسرائيل، فإما تقبل به وهذا أمر مستبعد نظراً لطريقة تفاوض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أو يقبل بها، وهوكشتاين ليس في وارد إقناع الإسرائيليين او الضغط عليهم، وهذه توجيهات الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يحاول للمرة الأخيرة الوصول إلى وقف إطلاق النار في لبنان”.
وتقول المصادر ذاتها إن، “إسرائيل تعتبر نفسها في موقع المنتصر الذي يسمح لها وضع الشروط التي تناسبها، وتشاطرها واشنطن الرأي ذاته، أما التذاكي الذي يمارسه لبنان ورمي الكرة في ملعب إسرائيل، عبر طريقة عدم الرفض بل الموافقة على بعض البنود لن يمر هذه المرة، والبنود وجدت لتطبق وإلا الحرب ستستمر إلى حين تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وما لا يقبل به حزب الله اليوم، سيجد نفسه مضطراً للقبول فيما بعد، بالتالي، القبول اليوم يوفر على حزب الله ولبنان واللبنانيين الكثير من المعاناة والدمار والخسائر”.