خامنئي يستعرض قوات الحرس الثوري الإيراني
تنتظر المنطقة نتائج اللقاء الذي سيجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصل إلى واشنطن قبل الموعد المحدد له، وهذا الأمر أثار العديد من التساؤلات عن الأسباب التي حتمت تقريب هذا الموعد!.
يجمع العديد من المراقبين ان الرئيس ترامب تمكن من استكمال هيكلية ادارته بالتوازي مع الاوامر التنفيذية التي شكلت صدمة للداخل والخارج، موسعا دائرة طموحاته القديمة التي اعاد إحيائها المرتبطة بجزيرة غرينلاد، مرورا بقناة بنما لقطع الطريق على الصين ويبدو انه يقترب من تحقيق هذا الهدف، والبارز كان كلامه على ضرورة ان تصبح كندا الولاية الاميركية ال51 ، بعد فرضه رسوم باهظة على السلع الكندية، عازيا الامر الى ان بلاده” تدفع مليارات الدولارات لدعم كندا”، وقد انعكست هذه التصريحات على الدولار الكندي الذي سجل مستويات متدنية في سعر الصرف مقابل الدولار الاميركي.
لقاء ترامب نتنياهو
زيارة نتنياهو تكتسب اهمية كبيرة وقد تشكل مرحلة مفصلية للمنطقة، بعد دعوته الى نقل الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر والاردن “مؤقتاً او على المدى الطويل”، في وقت مازالت النار تحت الرماد جنوب لبنان، بعد تمديد الهدنة وتكثيف التفجيرات الاسرائيلية للعديد من القرى اللبنانية والاستهدافات الاخيرة التي تخطت العمق الجنوبي وصولا الى البقاع، في وقت اطلق “حزب الله” في اواخر الشهر الفائت مسيرة اعترضها سلاح الجو الاسرائيلي، وهنا يطرح السؤال ان كانت الهدنة الممددة سيتخللها ضربات مكثفة على الجنوب اللبناني، في وقت اكدت طهران دعمها المستمر ل”حزب الله”، وهي التي تنتظر قرار ترامب النهائي لناحية التفاوض مع ايران تحت شروط معينة.
لاشك ان لقاء ترامب نتنياهو سيكون محوره الاساسي الملف النووي الايراني، خصوصا ان نتنياهو عبد الطريق البري والجوي الذي يسمح لطائرات سلاح الجوي الاسرائيلي “العبور الآمن” باتجاه ايران لاسيما في الاجواء السورية .
الاوراق الايرانية
تدرك ايران ان سياسة ترامب تجاهها لا يمكن مقاربتها بتلك التي كانت قائمة مع الرئيس الاسبق باراك اوباما الذي فتح لها الباب لانجاز الاتفاق النووي، سرعان ما محى توقيعه الرئيس ترامب، ولم تفلح محاولات الرئيس السابق جو بايدن باعادة انعاشه، ومع فقدان ايران الاذرع التي “سمنتها” في المنطقة، لم تعد تملك اوراق الضغط التي تمكنها من المناورة وفرض شروط التفاوض . وحليفتها روسيا خرجت من سوريا وانكفأت عن هذا الملف لتعالج الانكسارات التي تعرضت لها خلال الحرب مع اوكرانيا ، وهي التي تلقى رئيسها فلاديمير بوتين وعدا من الرئيس ترامب بايقاف هذه الحرب.
في الختام يبدو ان طهران في مرحلة “عض الأصابع” وتنتظر ما في جعبة ترامب ، وهي مدركة ان النيران بدأت تطرق اسوار طهران التي خسرت معظم الدفاعات الامامية مع انتفاء قدرة “الحوثيين” على المشاغبة في البحر الاحمر، وانخفاض منسوب تمرد الفصائل العراقية …
هل ترضخ ايران لشروط ترامب إن قرر اللجوء الى الحل السلمي عبر التفاوض، ام انها ستستمر باستعراض قدراتها العسكرية والتلويح باستخدامها، يبدو ان الامور مرهونة بالقدرة على كبح جنون نتنياهو الذي لم يتوقف عن التلويح بانهاء ملف ايران النووي.