الأثنين 1 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 2 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ادارة بايدن والعبور الآمن عبر محور فلادلفيا لنجاح مفاوضاتها

تجهد ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن من خلال مدير وكالة الاستخبارات الاميركية وليم برنز الشخصية المخضرمة في ملفات الشرق الاوسط لاسيما الامنية منها ، والتي برزت خلال ولاية الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما كمساعد لوزير الخارجية وأحد مهندسي الحوار مع ايران عبر مفاوضات سرية افضت الى الاتفاق النووي عام 2015 .

برنز يقود اليوم مفاوضات الهدنة بين “حماس” واسرائيل بمشاركة قطر ومصر، حقق فيها نجاحات محدودة حين أتم اتفاق تبادل بعض الاسرى بين الفريقين ، التي توقفت فيما بعد بعد اصرار حكومة الحرب الاسرائيلية التي يرأسها بنيامين نتانياهو القضاء على “حماس”.

مفاوضات محفوفة بالالغام

منذ عودة الفرقاء المعنيين الى طاولة المفاوضات تبدلت وتغيرت الشروط وفق المعطيات التي كانت تسود على ارض المعركة ، كما تظهرت خلافات بين القيادات في “حماس” وحكومة نتانياهو في المقلب الآخر لناحية وقف اطلاق النار الدائم وعدد الاسرى وانسحاب اسرائيل من قطاع غزة ، الا ان الامور اليوم تبدلت بعد اجتياح رفح ومحور فيلادلفيا الذي يشكل شريطاَ عازلا يمتد على 14 كلم بين الحدود المصرية وقطاع غزة ،حيث تصر اسرائيل على البقاء فيه في وقت اكدت فيه مصر وعلى لسان وزير خارجيتها بدر عبد العاطي ان بلاده لن تتراجع عن موقفها لناحية رفض اي تواجد اسرائيلي فيه بما ذلك معبر رفح محذراَ من انزلاق الامور الى أزمة اقليمية شاملة ، في وقت يصر نتانياهو على عدم الانسحاب من محور “نتساريم” الذي يفصل غزة بين شمالها والوسط وجنوبها .

لا يبدو ان نتانياهو يبدي مرونة لناحية الانسحاب الكلي من محور فيلادلفيا، واصراره على البقاء فيه بغض النظر عن رأي الاجهزة الامنية الاسرائيلية وهو بذلك يخالف رأي وزير الدفاع يوآف غالانت وفق ما اوردته بعض الصحف الاسرائيلي كموقف أخير لنتانياهو ، الذي ذهب الى موقف أكثر تشدداَ باصراره على بقاء الجيش الاسرائيلي في محور فيلادلفيا واستمرار انتشار الجيش من معبر كرم ابو سالم شرقاَ حتى البحر غرباَ ، رغم موافقته منذ ايام على أخلاء 5 نقاط من اصل خمسة عند المحور.

اهداف التشدد الاسرائيلي

مصدر فلسطيني متابع لهذه المفاوضات يشرح اهمية هذا المحور حيث اشار الى انه اذا القينا نظرة على خريطة قطاع غزة ، يظهر محور “نتساريم” كجغرافيا تشكل حوالي ثلث او نصف القطاع من الشرق للغرب عند البحر بعرض حوالي 8 كلم ، في حين ان محور فيلادلفيا يفصل غزة عن مصر بحدود ما يقارب ال14 كلم .

ويشرح المصدر مشيراَ الى أن أهل القطاع نزحوا باتجاه الجنوب في حين ان اهل مدينة غزة والقرى المحيطة نزحوا ايضا بنفسه الاتجاه ، ولذا فان اسرائيل تريد وضع نقاط تفتيش لمنع عودة عناصر “حماسباتجاه شمال القطاع والعودة الى الاعمال العسكرية ،كما ان الامر يسمح لها بتنفيذ مخططها بالبقاء فيه لسنوات طويلة يمكنها من السيطرة على القطاع. هذه النقطة التي تجعل المفاوضات صعبة وعالقة مع رفض الجانب المصري لاي تواجد اسرائيلي في المحور.

ووفق المصدر فان الادارة الاميركية ستظل تضغط باتجاه التوصل الى اتفاق حول هذه النقاط ، رغم ان الجولات مازالت تراوح مكانها مع اصرار نتانياهو على موقفه  الذي يترافق مع تصعيد العمليات العسكرية داخل غزة والاستمرار في التضيق على أهل القطاع وحصرهم في بقعة جغرافية لم تعد قابلة للحياة والتي لا تتجاوز ال48 كمنطقة آمنة، الى حين ان يقرر الجيش الاسرائيلي ازالة هذه التسمية عنها كما فعل سابقا باستهدافه مراكز العبادة والمدارس التي لجأ اليها الفلسطينيون.

اعيد احياء المسار التفاوضي منذ حوالي شهر،على وقع استمرار العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي ، حيث تنقل المفاوضون بين سلطنة