الثلاثاء 9 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 10 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الأسد يبلغ إسرائيل موافقته!

لم تكن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر من سراب حين قال إن “الروس موجودون في سوريا ويمكنهم أن يساهموا في منع حزب الله من إعادة التسلح”، في رد على دعوات إلى مشاركة روسيا في المفاوضات القائمة حالياً لوقف الحرب في لبنان. فأتت التصريحات لتؤكد الرسالة الإسرائيلية لروسيا، ومن ورائها إلى السوريين والإيرانيين، ومفادها أن من يريد وقف الحرب في لبنان عليه أولا أن يوقف تهريب السلاح إلى الحزب قبل مناقشة أي تفاصيل أخرى.

الرسالة وصلت وفقاً ما تؤكده مصادر مواكبة عبر موقع “صوت بيروت إنترناشونال”، وروسيا كانت مرحبة بالمطالب الإسرائيلية كونها تشكل مصلحة روسية أيضاً، فموسكو التي تسعى إلى تقليص وإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، تعتبر أن حزب الله هو أحد أذرع إيران المتبقية في سوريا، ويجب إنهاء هذا الوجود وخصوصاً العسكري، إضافة إلى أن هدف روسيا كان دائماً الحفاظ على بقاء النظام السوري من أجل بقاء مصالح روسيا داخل سوريا بمنأى عن الحرب الدائرة، وتحييد النظام السوري عن أطماع إيران.

وتضيف المصادر، “روسيا تلقت الرسالة، وبدورها وعدت إسرائيل بأن النظام السوري ورئيسه بشار الأسد لن يقفا في طريق إسرائيل، ولن تكون الأراضي السورية منصة لأي عمليات تجاه إسرائيل، مؤكدة أن النظام السوري سيعمل على منع وصول الأسلحة إلى حزب الله، ولن يسمح بأن يشكل وجود الحزب في سوريا سبباً لتعريض الأراضي السورية للمخاطر”.

وتكشف المصادر عن اتصال صارم وواضح حصل بين مستشارين عسكريين روس مع رئيس النظام السوري، ونقلوا له التعلميات الروسية، إضافة إلى الرسالة الإسرائيلية والمطالب التي على الأسد تنفيذها من دون تردد بما لذلك مصلحة لروسيا وسوريا معاً، وبالفعل، أبلغ الأسد الروسيين الموافقة على كل ما ورد في الرسالة الإسرائيلية، ووعد باتخاذ كل ما يلزم لتجنيب سوريا أي تبعات عسكرية ضدها من قبل إسرائيل.

وتشير المصادر إلى أن النظام السوري وضع يده على كافة المخازن التي التي تقع ضمن سيطرته، وأبلغ روسيا عن أماكن تلك المخازن التي باتت بعيدة عن متناول حزب الله، لكن الأسد ذهب بعيداً بقبوله بالشروط الإسرائيلية، إذ أبلغ روسيا عن مكان تواجد المخازن التابعة لحزب الله والتي لا يستطيع السيطرة عليها، وهذا سيؤدي إلى إبلاغ روسيا لإسرائيل عن مكان تلك المخازن بهدف ضربها، كما وعد الأسد يوضع يده على المعابر ومراقبتها ومنع وصول أي أسلحة إلى حزب الله.