لم يكن صمت النظام السوري المطبق عن كل ما يجري في غزة ولبنان سوى قراءة متأنية للأحداث التي تدور على حدود سوريا، فهي على حدود لبنان وإسرائيل، وأي خطأ من قبل النظام سيكبده خسائر كبيرة على كافة الأصعدة العسكرية والاقتصادية، إضافة إلى خسارة النفوذ العربي الذي عاد إليه بشار الأسد بعد انقطاع طويل، وهو لا يريد خسارة ثقة الدول العربية التي منحته فرصة جديدة للعودة إلى أحضانها، وهذا ليس تكهناً أو تحليلاً سياسياً، بل اعتراف واضح من رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وفي معلومات خاصة حصل عليها موقع “صوت بيروت إنترناشونال” فإن الأسد اعترف حرفياً بقدرات إسرائيل العسكرية ودافع للمقربين منه عن خياره الصائب بعدم المشاركة ودعم وحدة الساحات، وأن الحرب التي تخوضها طهران اليوم خاسرة، وهي زجت بحزب الله نحو الهلاك المحتم، وقال، ” التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة من حيث التكنولوجيا والدعم الدولي قوي جداً ومتفوق على الجميع، ويشكل عاملاً رادعاً لكافة الأذرع التابعة لطهران وعلى رأسهم حزب الله، والدخول في مواجهة مباشرة قد يكون مكلفاً للغاية على المستوى العسكري لأي دولة، بالتالي، عدم المخاطرة والانخراط في هذه المعركة هو مكسب كبير لسوريا التي لم تتعافى بعد من الحرب”.
يشار إلى أن سوريا لن تدخل في حرب مباشرة مع إسرائيل في الوقت الحالي، وذلك لأسباب عدة، منها الوضع الداخلي في سوريا، والعلاقات الإقليمية والدولية، وكذلك توازن القوى في المنطقة.
إضافة إلى التفوق الإسرائيلي، وهناك عدة أسباب جعلت عدم تدخل سوريا في حرب مباشرة مع إسرائيل:
الوضع الداخلي في سوريا: سوريا لا تزال تعاني من آثار الحرب الأهلية التي بدأت في 2011، والتي أضعفت الاقتصاد والبنية التحتية والقوى العسكرية. هذا يجعل من الصعب على الدولة الانخراط في صراع خارجي مكلف ومعقد.
العلاقات الدولية والإقليمية: سوريا تعتمد على حلفاء مثل روسيا وإيران، والذين قد لا يرغبون في إشعال صراع جديد مع إسرائيل نظرًا للمصالح الدولية والتوازنات الإقليمية التي يسعون للحفاظ عليها.
الوضع الاقتصادي: الاقتصاد السوري في حالة حرجة بسبب الحرب والعقوبات الدولية، مما يجعل أي حرب مع إسرائيل عبئًا اقتصاديًا غير قابل للتحمل.
الاستراتيجية السورية: سوريا قد تتبنى استراتيجية غير مباشرة مثل دعم حركات المقاومة ضد إسرائيل بدلاً من الانخراط في حرب شاملة، وذلك لتفادي مواجهة مباشرة قد تكون مدمرة.