لا تتوانى “اسرائيل” عن استهداف المواقع التي قد تشكل تهديداَ لامنها، لاسيما ان كانت ترتبط بمفاعلات نووية قد تنشأ في محيطها. ففي سبتمبر/ ايلول من العام 2007 اغارت 8 طائرات حربية اسرائيلية من طراز “اف 16″ و”اف 15” على موقع “الكبر” في الصحراء القريبة من دير الزور ، ودمرته بالكامل خلال 13 دقيقة، دون ان تتبنى العملية، في وقت صمت النظام عن طبيعة المكان المستهدف، مؤكداَ انه قاعدة عسكرية مهجورة.
مع مرور ما يقارب الـ12 عاما، أفرجت اسرائيل عن الوثائق التي ترتبط بالعملية التي قامت بها في دير الزور حيث كشفت ان الموقع هو منشأة نووية شبه كاملة ، وان جهاز الاستخبارات الاسرائيلية تأخر نصف سنة قبل بدء تشغيل المفاعل وهذا ما يعتبر فشلا استخباراتياَ. كما ورد في تلك الوثائق ان كوريا الشمالية تتولى انشائه بتمويل ايراني.
ووفق ما ورد في العديد من وسائل الاعلام ان اسرائيل استطاعت الحصول على معطيات غير مؤكدة عنه منذ العام 2002، الا ان بعض الاحداث ساعدتها على كشف معطيات مهمة تمثلت بتلك التي باح بها الجنرال الايراني علي رضا عسكري الذي لجأ الى الولايات المتحدة، وتمكنت من خلال عملائها في فيينا من نسخ المعلومات التي كانت داخل جهاز الكمبيوتر الخاص رئيس هيئة الطاقة الذرية السورية ابراهيم عثمان، بعد مغادرته غرفته حيث تمكنت من تاكيد تعاون كوريا الشمالية من خلال البيانات والصور الملونة التي تظهر المنشأة والعالم النووي الكوري شون شيبو ، وبناء على هذه المعطيات قامت بتدمير المنشأة.
اسرائيل لم تتوقف عن عملياتها في الداخل السوري فهي اغتالت الجنرال السوري محمد سليمان بناء على معطيات تؤكد اصراره على بناء مفاعل آخر، حيث تمكن غطاسان من وحدة 1311 المختارة من سلاح البحرية الاسرائيلية من تنفيذ عملية قنص سليمان في جبينه خلال مشاركته في احتفال في طرطوس.
منذ ايام نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات عنيفة في العمق السوري تركزت على منطقة “مصياف” ومركز “البحوث العلمية” الذي تعرض للقصف مرات عديدة وهو يتبع ادارياَ لمركز البحوث العلمية الموجود جنوب شرق حماه في منطقة تل قرطل والذي يعتبر الاكبر بسوريا والذي تعرض منذ سنوات وقبل بدء “الثورة السورية” الى عملية انزال جوي اخذت منه عينات من الفضلات التي ترمى منه، لكن الضربة الاخيرة تعتبر الاقصى كونها تزامنت وفق ما اوردته بعض وسائل الاعلام لاسيما “العبرية” مع عملية انزال لما يقارب ال100 جندي اسرائيلي، تمكنوا من أخذ العديد من الوثائق، ومن ثم عمدت الى تنفيذ ضربات متتالية دقيقة لمركز استهدفته عدة مرات لكنها لم تتمكن حينها من الوصول الى مركز تطوير الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة المتوسطة والقريبة المدى، كما تضم وفق بعض المعطيات المتداولة انه محصن بشكل متقن وتضم مواد ذات حساسية عالية، الا ان العملية المزدوجة التي نفذتها من خلال الانزال الجوي واسر عدد من قيادات الحرس الثوري لم يتم التأكد من عددهم، وفق بعض التسريبات وتدميره بشكل شبه كامل بغارات عنيفة تجاوزت ال14.
اما العملية الثانية التي شغلت بعض المحللين العسكريين حول الاستهداف الذي نفذته المسيرات الاسرائيلية على طريق القنيطرة وادى الى اغتيال احد القيادات المولجة بالتجنيد، ربطها البعض بالتسريبات حول الاستعدادت الايرانية لتدعيم الجزء الجنوب الغربي من سوريا، وتحديدا القنيطرة التي تشمل جزءا من الجولان لا يتعدى ثلث مساحته الاجمالية بعدما احتلت اسرائيل ثلثي مساحة الهضبة، وهي تتصل بجبل الشيخ ولها حدود مشتركة مع لبنان، وربما يحاول الكيان منع خنقه على اكثر من جبهة مع تصاعد المعطيات حول التعزيزات في جبهة الجولان.