الأربعاء 16 ذو القعدة 1446 ﻫ - 14 مايو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"التيار" يدخل الانتخابات البلدية من الباب الخلفي!

يدخل التيار الوطني الحر الانتخابات البلدية والاختيارية هذا العام بطريقة توحي بالتراجع والتقوقع، حيث بدا وكأن الحزب قد اختار أن يسير بخطى هزيلة ومن الباب الخلفي، متجنبًا الدخول من الباب العريض كما كان يفعل في الأعوام السابقة.

هذه الخطوة ليست إلا دليلاً واضحاً على هشاشة وضعه الانتخابي في الوقت الحالي، وهو ما يظهر جليًا من خلال الإجراءات المتخذة من قبل القيادة السياسية في التيار، فلا أحد يجرؤ على تقديم ترشيحات جديدة بوضوح ودون تحفظ، بل فضل التيار الانتظار لما يمكن أن يُعرض عليه من عروض تحالفات أو تشكيلات مع أطراف أخرى، ليوافق عليها بلا أي نقاش.

وفقًا للمعلومات التي حصل عليها موقع “صوت بيروت إنترناشونال”، فقد أظهرت عدة دراسات وإحصاءات ميدانية تراجعًا واضحًا في قدرة التيار على حشد الأصوات ودعمه الشعبي، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالتمسك ببعض البلديات بدلاً من المخاطرة بخسارتها بشكل كامل. فقد أصبح من الواضح أن قدرة التيار على تحقيق انتصارات في الانتخابات القادمة أصبحت أمرًا مشكوكًا فيه، في وقت كانت فيه السنوات السابقة تشهد له بشعبية متزايدة وأرقامًا انتخابية مرتفعة.

التيار الوطني الحر اليوم في حالة من التردد، وهو ما يظهر في اتخاذه سياسة “الكحل أفضل من العمى”، أي أنه يفضل البقاء في بعض البلديات حتى ولو كان ذلك بحضور محدود، على أن يخسرها جميعها. في الواقع، يشير هذا التصرف إلى أن التيار الوطني الحر في مرحلة لا يستطيع فيها أن يتحمل الخسائر الفادحة في الانتخابات القادمة، في حين يحاول على ما يبدو الحفاظ على الحد الأدنى من وجوده السياسي في بعض المناطق.

يُظهر التيار الآن، أكثر من أي وقت مضى، مدى صعوبة الوضع الذي يمر به بعد تراجع شعبيته وفقدانه للكثير من الحلفاء والكوادر الأساسية، فقد تم إبعاد الكثير من الشخصيات الداعمة له خلال فترات سابقة، مما جعل الحزب يعاني من ضعف في شبكة تحالفاته وقاعدته الشعبية. أما بالنسبة للمواطنين في مختلف المناطق، فقد أصبحوا أكثر ترددًا في دعم التيار بعد سلسلة من الإخفاقات السياسية والإدارية التي مر بها خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها تراجع المصداقية في ملف الكهرباء والأزمات الاقتصادية التي ضربت لبنان بشكل عام.

في ظل هذا الواقع المتأزم، يبدو أن التيار الوطني الحر يفضل لعب دور “الظل” في الانتخابات البلدية المقبلة، حيث سيتحفظ على تقديم مرشحين جدد ويكتفي بالتحالفات التي قد تضمن له وجودًا سياسيًا على الأقل في بعض البلديات، وهو ما سيقلل من الخسائر التي قد يتعرض لها. هذا الخيار يعكس بشكل أو بآخر حالة القلق التي يعيشها التيار من فقدان المزيد من المواقع والنفوذ في المرحلة القادمة.