النائب محمد رعد وكتلة الوفاء للمقاومة (رويترز)
تعصف الخلافات داخل “الثنائي الشيعي” بعد عملية خوضهم للاستحقاق الرئاسي بطريقة غير مدروسة، والتي ارتدت عليهم بنتائج سلبية أفقدتهم معظم المكتسبات السياسية، إضافة إلى دورهم في إدارة عملية التكليف والاستشارات لتمسية رئيس الحكومة التي بدورها أيضأ كانت كارثية بالنسبة للثنائي الذي تفاجأ بحجم التأييد الذي حصده القاضي نواف سلام مقابل رئيس حكومة تصريف الأعمال الذي سقط بالضربة القاضية، إذ انه لم ينل سوى 9 أصوات فقط.
مصادر مقربة من الثنائي الشيعي تكشف عبر موقع “صوت بيروت إنترناشونال” إلى أن بعد تكليف نواف سلام رسمياً، عصفت الخلافات بين حركة أمل وحزب الله، وتبادل الفريقان الاتهامات، فالحزب اعتبر بأنه تعرض إلى خديعة أفضت إلى سقوط مرشحهم لرئاسة الحكومة نجيب ميقاتي، وأن حركة أمل لم تعرف كيفية غدارة المعركة على الرغم من التنسيق المسبق بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي أوحى للثنائي بأنه سيسير بميقاتي، إلا أن الوطني الحر عدل عن قراره وقرر تسمية نواف سلام.
من جهتها، تؤكد مصادر مقربة من حركة أمل على انه لا خديعة، جازمة بانه لا يوجد اتفاق او تفاهم مسبق مع رئيس الجمهورية جوزاف عون على تمرير ميقاتي مقابل انتخابه، وكل ما في الأمر أن هناك تشاوراً حصل لا اكثر من دون وعود او ضمانات، لكن حزب الله اوهم البعض بأنه تعرض إلى خديعة لتبرير خسارة معركة رئاسة الحكومة أمام جمهوره، وإلقاء اللوم على رئيس مجلس النواب نبيه بري وكيفية إدارته للمعركة.
المصادر المقربة من الثنائي الشيعي تتابع: “الثنائي لم يدرك حجم الخصوم، وقدراتهم أظهرت بانهم على تنسيق تام فيما بينهم، فبعد ترشيح النائب فؤاد مخزومي، اطمأن الثنائي بأن ميقاتي سيفوز، لأن أصوات المعارضة ستنقسم بين مخزومي وسلام الذي غادر عائداً إلى هولندا، وهذا الأمر أعطى الثنائي دليل قاطع على فوز ميقاتي، إلا أن المعارضة أدركت كيفية خوض المعركة بحنكة، فانسحب المخزومي، وصبت الأصوات باتجاه نواف سلام، وأُسقط ميقاتي بالضربة القاضية”.
تضيف المصادر: “هناك خلل بطريقة إدارة معركة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وعلى الثنائي الاعتراف بالخسارة، والتوجه نحو إجراء قراءة ذاتية لاستيعاب المرحلة المقبلة، وتقبّل النتيجة والتعايش مع الامر الواقع الجديد من أجل الحد من الخسائر، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة بوجوه جديدة وبطريقة وعناوين مختلفة عن الانتخابات الأخيرة، وإحاكة تحالفات تأتي بأكثرية جديدة، عندها فقط تتغير المعادلة، أما اليوم المعادلة مختلفة وعلى الثنائي الشيعي ركوب المرحلة الجديدة حتى لو على مضض”.