مع بداية الحرب على غزة بعد عملية 7 أكتوبر، اعتقد الكثيرون بأن الحرب لن تدوم إلا لبضعة أشهر، وان الرهائن الإسرائيليين سيشكلون نقطة ضعف لإسرائيل التي ستسارع لعقد مفاوضات هدنة وتبادل للأسرى، لكن هذا لن يحصل نتيجة تبدل الذهنية الإسرائيلية واعتبار الحرب مسألة وجود، فاعتبرت إسرائيل أسراها في عداد الأموات، ولم تعد تشكل هاجساً لدى الحكومة الإسرائيلية التي انتقلت إلى معادلة “لكل معركة كلفتها من الأرواح”.
ومع استمرار الحرب، بدأت تتشكل بعض الآراء عن أن الحرب ستدوم إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولحين تسلم الرئيس الأميركي الجديد لمهامه أي في شباط المقبل، أما اليوم ووفقاً لخبراء سياسيين دوليين، تغير موعد انتهاء الحرب وبدأت تتكون الصورة وتتضح معالمها أكثر فأكثر، لأن ما كان مستوراً ظهر بوضوح تام، وطافت على وجه المشهد حقيقة ما أُحيك خلف الكواليس من نوايا ومخططات رُسمت للشرق الأوسط الجديد الذي يستعد لتغيير شكله وتحديد الأحجام من جديد.
لا لحكم المليشيات والأذرع المسلحة بعد اليوم، هذا ما يقوله الخبراء السياسيين الدوليين لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، ويؤكدون أن القرار أتخذ وحسم الأمر، وما قاله المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة في حديثه الأخير يجب قراءته بتمعن، لأنه كشف عن جزء بسيط مما رُسم للمنطقة، لكن يمكن الانطلاق منه لفهم الخطة الموضوعة للشرق الأوسط الجديد.
الخبراء يشيرون إلى أن الخطة الأميركية تعتمد سياسة إعادة تحديد نفوذ إيران وتحجيمها، لكن لا تغيير للنظام الإيراني، بل الإبقاء عليه ضعيفاً من دون اجنحة وبلا أذرع، أو في أحسن الأحوال أذرع بلا أظافر وخصوصاً في اليمن ولبنان، لكن البداية مع لبنان وتحديداً مع حزب الله، إذ بحسب الخبراء، هناك قناعة دولية وراسخة بأن الوقت قد حان إلى وضع حد لسلاح الحزب، وأن المرحلة اليوم هي لإنهاء ذراع الحزب المسلح، والإبقاء عليه كحزب سياسي لبنان ينخرط في السياسة اللبنانية ويتنافس مع بقية الأفرقاء والأحزاب اللبنانية على كيفية بناء لبنان متعافٍ من النفوذ الإيراني.
يؤكد الخبراء أن تحجيم الحزب سيستغرق وقتاً، والحرب ستستمر إلى الربيع المقبل أو أكثر، لكن الخطة الموضوعة ستحقق أهدافها في نهاية المطاف، خصوصاً أن أميركا لا تزال تُطلق يد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولا توجد أي بوادر أو نية لوقف إطلاق النار مهما ارتكبت إسرائيل من مجازر، الأهم بالنسبة لأميركا هو تحجيم حزب الله وإنهاء النفوذ الإيراني على لبنان وتحريره من القبضة الإيرانية لان في ذلك استقرار للمنطقة.