مقاتلون من حزب الله
يثير رفض “حزب الله” السماح للجيش اللبناني بدخول بعض المستودعات التابعة له علامات استفهام حول مدى جدية التنسيق الأمني بين الطرفين، وذلك على خلفية تقارير تشير إلى تسليم الجيش بالفعل نحو 500 مركز ومستودع للحزب، وبينما يُنظر إلى هذا التسليم الظاهري كخطوة إيجابية، إلا أن مصادر خاصة كشفت لـ “صوت بيروت إنترناشونال” عن أن المستودع الذي استُهدف مؤخرًا كان من بين المستودعات التي رفض الحزب السماح للجيش بتفتيشها أو تسلّمها.
وتشير المصادر إلى أن هذا المستودع ليس الوحيد، بل هو واحد من عشرات المستودعات المنتشرة في مناطق سكنية بالضاحية الجنوبية، مما يثير مخاوف جدية بشأن سلامة المدنيين. وتعتبر هذه المصادر أن عمليات التسليم التي يجري الحديث عنها تتم في إطار تنسيق مسبق يتيح للحزب تحديد المواقع التي سيتم تسليمها، وذلك بهدف تقديم صورة إيجابية للرأي العام المحلي والدولي حول تعاونه مع الجيش.
في المقابل، تكشف الوقائع عن صورة مختلفة، حيث يرفض الحزب دخول الجيش إلى مستودعات أخرى، بالإضافة إلى مساحات زراعية واسعة في الجنوب حولها إلى مخازن أسلحة تحت الأرض، والتي لم تتعرض للقصف. وتوضح المصادر أن المستودعات التي تسلمها الجيش في الجنوب هي في الغالب مستودعات تعرضت بالفعل للقصف.
وترى المصادر أن عرقلة دوريات “اليونيفيل” بحجة عدم مرافقة الجيش اللبناني لها تحمل في طياتها دوافع أخرى، حيث يخشى الحزب من وقوع هذه المستودعات تحت سيطرة الجيش. وفي هذا السياق، يتم تفعيل ما يسمى بـ “الأهالي”، وهي تسمية أطلقها الحزب ولكنها تخفي خلفها عناصر مدربة ومسلحة تشبه سرايا المقاومة، مهمتها حماية ما تبقى من مستودعات الأسلحة.
إن هذه التطورات تثير تساؤلات جوهرية حول طبيعة العلاقة بين “حزب الله” والجيش اللبناني، وحول قدرة الدولة على بسط سيادتها على كامل أراضيها. كما تسلط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المدنيون نتيجة وجود هذه المستودعات في مناطقهم السكنية، وتستدعي ضرورة إيجاد حلول جذرية تضمن سلامة المواطنين وتحفظ أمن واستقرار لبنان.