يأتي الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لو دريان الى بيروت مجدداً في محاولة ربما تكون الأخيرة لإيجاد الحلول المناسبة من أجل معالجة الأزمة الرئاسية التي تراوح مكانها منذ 9 أشهر، كما أن لو دريان وفقاً لمصدر دبلوماسية، سيتطرق إلى ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وسيكون تشكيل حكومة ما بعد انتخاب الرئيس وتكوين السلطة ووضع خارطة طريق التي من خلالها ستطبق الإصلاحات المطلوبة مدار بحث مع من يلتقيهم الموفد الفرنسي.
ويشير المصدر الدبلوماسي عبر موقع “صوت بيروت انترناشونال”، إلى أن لو دريان آتٍ ليس موفداً فرنسياً فحسب، بل موفداً من قبل اللجنة الخماسية التي اجتمعت في قطر، وسينقل رسالة صارمة إلى المعطلين وخصوصاً حزب الله المعطل الرئيسي للانتخابات الرئاسية في لبنان وكل من يدور في فلك محور المقاومة.
ويقول المصدر، “بعدما أكدت المجموعة الخماسية والبرلمان الأوروبي على أهمية تنفيذ الحكومة اللبنانية لقرارات مجلس الأمن الدولي والاتفاقيات والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني في رسالة واضحة إلى محور الممانعة، لم يعد أمام حزب الله سوى خيارين، إما التنفيذ وهذا يعتمد على مدى تجاوب إيران مع البيان “الخماسي”، أو المواجهة وهذا يضع “الحزب” في مواجهة المجتمع الدولي العربي والغربي”.
ويؤكد أن لو دريان جاد جداً في تحقيق الاختراق في ملف الأزمة الرئاسية، لأن ذلك سيسهل عليه الانتقال الى مهمة ثانية يزاوج بينها وبين متابعته للملف اللبناني، لذلك هو أمام تحديين، الأول، مسألة تعيينه خلفاً لجيرار ميستراليه على رأس الوكالة الفرنسية لتطوير العلاقات بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، مع الاستمرار في مهمة متابعة الملف اللبناني، وهذا التعيين في طور التثبيت.
الثاني، الانتقال من مرحلة المبادرة الفرنسية التي تم نعيها في اجتماع الدوحة الأخير، إلى مرحلة التعبير الحقيقي عن توجهات اجتماع الخماسية العربية والدولية في كيفية مقاربة الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي مدى قدرته على دفع الفرقاء اللبنانيين الى الاتفاق على شخصية قادرة على جمع القيادات اللبنانية، وخارج كل الاصطفافان، ليتم انتخاب رئيس الجمهورية.
ووفقاً للمصدر الدبلوماسي، فإن الأمر يبقى في مدى تجاوب إيران وإعطاء الإشارة لحزب الله من أجل تسهيل عملية انتخاب الرئيس العتيد، فهل ستستمر طهران في تعطيل الملف الرئاسي، وتضع حزب الله في ولبنان في مواجهة المجتمع الدولي، أم أنها ستدرك أن لا قدرة لها على الاستمرار في التعطيل على المدى الطويل؟