الجمعة 15 شعبان 1446 ﻫ - 14 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الزيارة الخاطفة لوزير خارجية السعودية خطوة أولى تنتظر إصلاحات تعيد للبنان هويته العربية

و”أخيرا” هذه الكلمة الترحيبية الكلمة المفتاحية للقاء الذي جمع الرئيس اللبناني جوزاف عون بوزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، تختصر مجمل المحادثات بين لبنان والمملكة وأهمية زيارة الضيف الكبير، والمؤشر الأول لعودة لبنان إلى الحضن العربي واستعادة هويته الحقيقية التي طمسها المد الإيراني على مدى سنوات أوصلت لبنان إلى انهيار اقتصادي غير مسبوق ، طال المصارف اللبنانية، بعدما كان يعتبر نظامه الأقوى.

ما دار في كواليس اللقاءات التي عقدها الوزير السعودي مع الرئيس جوزاف عون للتهنئة ودعوته لزيارة المملكة رغم أهميتها، الا ان ما عبر عنه عقب اللقاء تمثل بإشارته إلى الإصلاحات وأهميتها التي وردت في خطاب القسم والشروع بتنفيذها، وتأكيده على اهمية تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي يشمل الانسحاب الكامل القوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية واهمية الالتزام بتطبيق القرار 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة.

الشروع في الاصلاحات المطلب الاساس للشعب اللبنانيين لكنه مطلب عربي وخليجي ودولي في آن، لان لبنان لا يمكنه النهوض من هذا الانهيار الكبير، لاسيما وان الدمار الذي نتج عن الاعتداءات الاسرائيلية التي ترافقت مع ما اطلق عليه “حرب المساندة لغزة”، اشبه بما حصل في قطاع غزة ولا يمكن لمؤسسات الدولة تمويل اعماره، بخزينة فارغة لا تملك القدرة على اعادة اموال المودعين في المصارف . كلام الوزير فرحان عن ضرورة تطبيق الاصلاحات التي من شأنها تعزيز ثقة شركاء لبنان لاستعادة مكانته، يعتبر المعبر الاساسي لاستعادة الاهتمام العربي والخليجي بلبنان ، كي لا تهدر جميع المساعدات التي كانت تقدم ومازالت من الاشقاء العرب وعلى رأسهم المملكة العربية، وهي التي ساهمت دائما على الصعيد السياسي في الدفع باتجاه تعافي السلطة السياسية اللبنانية من منظومة الفساد ، وهي اليوم تدعم الرئيس جوزاف عون لتحقيق برنامجه للمرحلة المقبلة.

لقاءات الأمير بن فرحان ان في عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولاحقا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، لم يعقبها اي تصريح.

ختم الوزير بن فرحان زيارته بلقاء الرئيس المكلف القاضي نواف سلام، وكان لافتاَ مضمون ما صرح به لناحية تمنيه على اللبنانيين “تغليب المصلحة العليا على المصالح الضيقة والسير في الاصلاحات الضرورية”، الذي يعتبر رسالة واضحة لمن يعنيهم الامر لاسيما وان الرئيس عون وسلام يعتبران الشخصيتان الأساسيتان في مرحلة بناء الجمهورية، ولذا فان تصريحي الوزير فرحان في بعبدا ودارة سلام جاءا في اطار “لكل مقام مقال”، فالرئيس عون عازم على اجراء الاصلاحات في حين ان الرئيس المكلف اكد على رفض المحاصصة واعتماد الدستور كمعيار ، وما جاء على لسان الوزير السعودي حول موضوع تغليب المصلحة العليا على المصالح الضيقة، لهو دلالة ان التأخير في تشكيل الحكومة سيؤخر عملية اعمار لبنان حجراً ودعم المؤسسات للنهوض، فالتجارب السابقة خير دليل على ان المساعدات العربية والخليجية، لم تستثمر في الدولة بشكل عادل، وهدرت لصالح من تولى السلطة طيلة سنوات.

ولذا فان المرحلة الحالية لا تشبه المراحل السابقة فالاتصالات ستشكل الباب الذي ستدخل منه الاستثمارات العربية والخليجية والدولية ولن يكون هناك تسامح مع من سيهدر هذه الاموال التي هي من حق الشعب اللبناني الذي ينتظر عودة أشقائه العرب الى لبنان بشكل فاعل.