تزاحمت اللقاءات، وبات لبنان وجهة الموفدين، فحركة المشاورات والمباحثات تخطت الأرقام القياسية، وأعمال صيانة طريق بعبدا بدأت بقوة من أجل تعبيدها تسهيلاً لوصول الرئيس الـ14 للبنان، بعد شغو طويل ترافق مع تعطيل لم يسبق له مثيل، لكن ما لم يكن في الحسبان، هو التغيرات التي طرأت على الشرق الأوسط الجديد والتي أفضت إلى حرق مرشحي الممانعة وانهت حقبة معتمدة على سنوات.
في الشرق الجديد، لا مكان بعد اليوم لرؤساء من طينة الممانعة، ولا مكان لأي مرشح من طينة المحور، فزمن الأول تحول، ومعه رياح الشرق الأوسط الجديد هبت رياح التغيير في لبنان الذي عانى من التدخلات الإيرانية في كافة استحقاقاته الدستورية، أما اليوم، اندحر المحور عن لبنان، هذا اللبنان الذي لم يكن ليشهد على التغيير لولا خسارة محور طهران.
بدءأ من اليوم، لم ترفع ع طريق بعبدا سوى الاعلام اللبنانية، ومن كان يضع العراقيل رضخ للإجماع على وصول قائد الجيش جوزف عون إلى سدة الرئاسة، لأن لبنان لم يعد متروكاً، والدول العربية وعلى رأسها السعودية، لعبت دوراً كبيراً على انقاذ لبنان، فمملكة الخير، لا ترى لبنان إلا في الحضن العربي، هذا الحضن الذي حضن لبنان في أحلك الظروف، وكان ركيزة أساسية لعودته سالماً.
آخر المعطيات الواردة وفقاً لمصادر خاصة لموقع “صوت بيروت انترناشيونال”، تشير إلى أن عملية حصول مكتسبات سياسية من قبل الممانعة للسير بقائد الجيش تم رفضها، فالمواقف الدولية كانت حاسمة، إما القبول بعون رئيساً، أو لا مساعدات للبنان، ولا يوجد أي خيار أمام محور الممانعة المهزوم سوى القبول بعون اليوم والتوجه نحو بناء دولة فعلية في لبنان يرعاها الكائف والدستور، ويسودها القانون، فزمن الصفقات انتهى، وفي حال عدم نجاح جلسة الانتخاب، فلبنان معرض إلى حروب جديدة.
ما جعل فريق الممانعة القبول بعون، تقول المصادر إن “الإجماع الذي حصل على قائد الجيش، أحرج فريق الممانعة الذي لم يعد يملك أدوات التعطيل، لأن ما تغير ليس التوازنات، بل الشرق الأوسط برمّته، وعلى لبنان مواكبة هذا التغيير بالإتيان برئيس يقوم بتنفيذ قرار وقف اطلاق النار وتنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701 بكافة بنوده، وعندها، سيتم اعادة اعمار الجنوب، وإلا لا ثقة بأي رئيس يأتي عن طريق محور الممانعة.