لا اعتقد أن وقف إطلاق النار ستلتزم به إسرائيل بشكل نهائي، بهذه العبارة يبدأ المتحدث باسم حركة “فتح” ماهر النمورة حديثه لموقع ” صوت بيروت انترناشونال” من الخليل، حول إمكانية صمود وقف إطلاق النار، مشيرا إلى انه من الملاحظ ان الاحتلال الاسرائيلي من خلال خطابات وتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، التي كان يتحدث بها سواء في الاروقة الداخلية او في العلن، عن هدنة على مراحل ولم يشر الى وقف اطلاق نار نهائي وشامل، كما تحدث عن مطالب وأهداف إسرائيلية لم تتحقق على الأرض، وهو اعلن عنها في بداية العدوان على قطاع غزة، ومن الواضح ان هم نتنياهو الآن، تخفيف الضغط الذي يتعرض له من الشارع الاسرائيلي، ولذا وافق على هذه الصفقة من احل عودة الرهائن الإسرائيليين وإنهاء الملف بعدما اصبح يلاحقه في كل مكان، من خلال المظاهرات الحاشدة التي كانت تنطلق في شوارع تل أبيب والقدس ومعظم المدن في داخل المدن المحتلة من العام 1984.
وبسؤاله عن دور السلطة ما بعد وقف اطلاق النار وهل سيكون هناك عودة للحوار بين ما تبقى من “حماس” والسلطة ، يعتبر النمورة ان الحوار هو مع حركة “فتح ” والسلطة الفلسطينية التي هي مرجعيتها منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل كل الفصائل، وبالتالي في كل الحوارات السابقة كان هناك استجابة من طرف القيادة الفتحاوية والرئيس ابو مازن لتحقيق المصالحة بشكل عملي وعلى الارض من خلال عودة الامور كما كانت عليه في السابق، وتجاوز كل الامور التي تعرض لها الشعب الفلسطيني والويلات التي انعكست سلبا عليه طوال السنوات الماضية ، لاسيما في القطاع من خلال الحروب التي ادت الى استشهاد العديد من اهله والتدمير الذي لحق بالقرى والمخيمات ، وبالتالي نحن جاهزون لحوار حقيقي ومسؤول يعيد الوحدة الوطنية ، لان هذا الشعب يستحق ايضا من الجميع ان يتنازل ويعود خطوة الى الخلف من اجل المصالح الوطنية العليا.
بالنسبة للضمانات من قبل الدول التي رعت الاتفاق لاسيما الدول الشقيقة مصر وقطر والجانب الاميركي لعودة آمنة للسكان، نحن نتمنى ان لا تخل اسرائيل بهذا الاتفاق ، وان تسمح لاهل القطاع العودة الى قراهم دون مضايقات تعرض حياتهم للخطر ، لاننا نسمع ونرى التهديدات من قبل قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي ، لناحية منع اهل غزة خلال عبورهم الطريق من الجنوب الى الشمال التي مازال لجيش الاحتلال تواجد فيها ، من الاقتراب منها وهذا الامر يشكل تهديد حقيقي على اهل غزة ، وخرق واضح لبنود الاتفاق بما يتعلق بالعودة الآمنة.
في ما يتعلق بالحديث عن خروج عدد من عناصر “حماس” خارج القطاع مع 3 من افراد عائلاتهم، واضح في الاتفاق وهذا الامر يطرح العديد من علامات الاستفهام، لناحية موافقة اسرائيل على خروج عدد كبير من عسكريين حماس ، هذه الموافقة التي لم تشمل نص يرتبط بآلية عودتهم، هذا الامر يؤشر الى نوايا اسرائيلية بالتهجير والابعاد بموافقة “حماس” ، وهذا الامر يؤكد ان هناك شروط غير واضحة في نص الاتفاق كون الحديث يدور حول عدد كبير من الجرحى والمصابين سيخرجون برفقة 3 من افراد عائلاتهم ، فهل هؤلاء هم عسكريون ام من ذويهم وما هي وجهتهم وها هناك ضمانات لعودتهم ام لا.
في الختام تمنى نمورة ان تكون دماء الشهداء الذي ارتقوا خلال هذا العدوان الاسرائيلي على القطاع وطوال النضال والكفاح الفلسطيني على مدى عقود، هي النور الذي يضيء الطريق نحو الحرية والمستقبل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، كما ان وحدتهم على الارض ستمكنهم من ايصال رسالة لكل الفصائل الوطنية والاسلامية، وان تكون السلطة الفلسطينية المرجعية والمظلة التي تتسع لكل فلسطيني، مشيرا الى انهم كفلسطينيين وفتحاويين اصحاب المشروع الفلسطيني وحماة المشروع الوطني واصحاب القرار الفلسطيني المستقل.
وأضاف “ولن نسمح لاي جهة كانت وللاجندات الخارجية ان تتدخل في شأننا الفلسطيني وليكون لها دور في داخل هذا المجتمع الذي لا يعمل لصالحه بل لاجندات شخصية، نحن اصحاب هذه القضية وسندافع عنه في كل المحافل الدولية، وهو ما عملنا عليه في كل المحطات التي مرت بها الشعب الفلسطيني”.