الثلاثاء 7 ربيع الأول 1446 ﻫ - 10 سبتمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المرفأ معطل والمطار متنفس لبنان الوحيد.. لا للحرب

يعيش لبنان دائماً في ظل التوترات والخشية والقلق من الحروب الدائرة في المنطقة كونها تؤثر على لبنان، فكيف الحال اذا كانت الحرب مع العدو الإسرائيلي الذي لا يعرف حدوداً للحروب ولا يعترف بالقوانين ولا يلتزم بالحد الأدنى من مراعات المدنيين والأطفال والنساء، فهو يدمر ما يمكن تدميره من دون أي رادع.

وعند كل حرب يقوم بها العدو الإسرائيلي، تتجه الأنظار نحو مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي الذي لا تخفي إسرائيل نواياها بضربه واستهدافه عند أي توتر يحصل مع لبنان، وهي سبقت واستهدفته في حرب تموز عام ٢٠٠٦ وعطلت حركة الملاحة فيه ليخرج المطار عن الخدمة.

واليوم وبعد سلسلة تعميمات صدرت عن هيئة إدارة المطار، عادت الخشية من استهداف المرفق والمتنفس الوحيد للبنان وهو مطار رفيق الحريري الدولي الذي يعمل منفرداً ويعتبر باباً لإدخال الأموال عن طريق القادمين إلى لبنان، لكن يبدو أن التقديرات والآمال التي كانت معلقة بموسم واعد مع اقتراب الأعياد وارتفاع في حركة المسافرين والقادمين قد تبخرت مع اندلاع الحرب على غزة والتوترات التي تشهدها جبهة الجنوب.

لن يبقى لنا سوى المطار، فمرفأ بيروت تم تفجيره، وضُرب الاقتصاد اللبناني في صميمه، واليوم مطار بيروت مهدد، فهل لبنان قادر على تحمل تبعات الحرب وتداعياتها؟ هل الشعب اللبناني الذي يرزح تحت أعباء اقتصادية ومالية ومعيشية خانقة وسط استحالة تأمين لقمة العيش قادر على تجرّع كأس الحروب مرة جديدة؟ هل الجسم الطبي في لبنان ومستشفياته قادر على استيعاب أعداد الجرحى والمصابين في ظل شح أموال الخزينة وتعذر تأمين الدواء والمستلزمات الطبية؟ هل لبنان اليوم قادر على تحمل الدمار الذي سينتج عن الحرب، وفي حال حصولها من سيعيد إعمار لبنان، ومن سيعيد ترميم اقتصادنا الهش، ومن سيعيد اللبنانيين إلى قراهم وبيوتهم المدمرة؟

علينا التفكير كلبنانيين ملياً قبل الدخول في أي حرب، لأننا نعيش حرباً اقتصادية ومعيشية أشد فتكاً ودماراً من صواريخ إسرائيل، فلا البشر قادر على التحمل ولا قدرة لنا على إعادة الحجر إلى ما كان عليه.