الأثنين 18 شعبان 1446 ﻫ - 17 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الملف النووي الايراني الورقة الاخيرة لنظام الخميني.. هل يسقطها نتانياهو ؟!

تطرح العديد من التساؤلات حول مصير الملف النووي الايراني ، بعد الضربات المتبادلة والمباشرة بين “اسرائيل ” وطهران ، وهي جاءت على خلفية عملية “طوفان الاقصى” التي فتحت الباب على مصراعيه ، امام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ،لاستغلال المعارك في غزة ولاحقاَ الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ، بعد تحرك “حزب الله” لمساندة الساحة “الغزاوية” . في بداية الاحداث لم تعترف ايران بضلوعها ، الا ان المسؤولين في حماس وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي السابق اسماعيل هنية ونائبه خالد مشعل ، ساهموا في تظهير هذا الدور من خلال الاضاءة على مساهمة النظام الايراني في دعمهم ، وهذا ما دفعهم الى التردد الى العاصمة الايرانية للتنسيق السياسي ، الا ان بداية هذا التنسيق العلني انتهى مع اغتيال هنية في قلب العاصمة الايرانية.

مع تغييب هنية عن المشهد السياسي اختلطت اوراق حركة “حماس” ، الى ان تم التوافق على يحي السنوار لرئاسة المكتب السياسي والذي بدوره انتهت مسيرته بعد ان كان الهدف الرئيسي لنتانياهو الاطاحة به ، كونه العقل المدبر لعملية طوفان الاقصى. الا ان اغتياله لم ينه المجازر الاسرائيلية ، لا بل تعاظمت مع تدمير جباليا وبيت لهيا .

في هذه الاثناء تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية في الجبهة الشمالية بمواجهة “حزب الله” وبدأ التدمير والجرف وهو أمر انطبع ب”الكيان الصهيوني” لناحية التوغل على ارض محروقة . سبق هذا التصعيد محاولة ايرانية ، جاءت على لسان المرشد علي خامنئي من خلال ما سماه “تراجع تكتيكي” تولى تسويقها الرئيس الايراني مسعود بزيكشيان من خلال مواقف متتالية ،وصفت بالودية لتعبيد المسار امام عودة المفاوضات حول الملف النووي.

هذه المواقف والتراجعات التكتيكية ، قابلها تصعيد اسرائيل وصلت الى الاطاحة بالخطوط الحمراء عبر سلسلة اغتيالات للكوادر الحليا في “حزب الله” لم يسلم منها “الحرس الثوري الايراني” ، الا ان الامور تصاعدت حدتها مع اغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين المرشح الاوحد لخلافة الاول . هذا التصعيد الاسرائيلي قابله تهديدات ايرانية بالانتقام . رغم تأخر الرد الايراني على اسرائيل الا انه لم يتجاوز بحجمه الضربة التي قامت بها طهران قبل عدة اشهر .

حاول نتنياهو جر طهران الى المبارزة المباشرة من خلال تحميل طهران مسؤولية محاولة اغتياله بمسيرة استهدفت غرفة نومه ، وسبق له ان حملها المسؤولية المباشرة بالمشاركة في الجبهة الجنوبية اللبنانية بقيادات من الحرس الثوري ، مضيفا ذريعة أخرى لتنفيذ هجومه على طهران ، وهو ما حصل فعليا ، تمكن فيه سلاح الجو الاسرائيلي وفق ما تم التصريح به ، ضرب معظم المنشآت التي ترتبط بمنظومة الدفاع الجوي ، الصواريخ الباليستية والمسيرات.

رغم اعتبار نتنياهو واركان حكومته انهم تمكنوا من تحقيق اهدافهم ، الا ان عدد من المراقبين ، يرون ان طموح نتانياهو يتجازو منظومة الدفاع الجوي ، التي تحمل الاجابة على التساؤلات حول الاهداف من ضرب منظومة الدفاع الجوي ، ما لم يكن هناك هدف أكبر يرتبط بالمفاعلات النووية التي تعتبر الورقة الاساسية للنظام الايراني ، منذ بدء عملية التفاوض غير الرسمية حوله، خلال فترة ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش الابن ، ودخلت فيما بعد فرنسا ، المانيا والمملكة المتحدة عام 2003 على خط التفاوض المباشر . شهدت المفاوضات حول هذا الملف “مد وجزر” بعضها ارتبط بهوية من تولى منصب الرئاسة في ايران ، الا ان الامور سارت باتجاه الاتفاق مع الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي انجز الاتفاق عام 2015 ، لحين وصول ترامب والاطاحة به عام 2018 ، وعادت الامور الى نقطة الصفر.

اليوم تكافح ايران بجميع الوسائل المتاحة للضغط على صناع القرار ، للحفاظ على الورقة الاخيرة التي مازالت تشكل خطراَ على المجتمع الدولي مع تضارب الانباء والمعطيات حول نسبة التخصيب الذي وصلت اليه ، وهذا الامر يدفع بالولايات المتحدة الى الضغط على نتانياهو ، للاكتفاء بالضربة التي قام بها مؤخراَ .بعض المحللين يرى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي سيقتنص فرصة ضرب اجزاء مهمة من هذه المفاعلات لانهاء الملف النووي ، لمنع عودة هذا الملف التفاوضي الى الواجهة كائن من كان الفائز في السباق الرئاسي الاميركي .

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال