عناصر تابعين لحزب الله
خلال الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، غادرت أعداد كبيرة من قيادات الحزب السياسية إلى إيران، بحثًا عن ملاذ آمن من الاغتيالات التي استهدفت كوادرهم. وبعد وقف إطلاق النار الجزئي واستمرار الاستهدافات المركزة، فضّلت طهران الإبقاء على أغلبية القيادات الميدانية للحزب داخل إيران تحت حماية النظام الإيراني. جاء هذا القرار نتيجةً لحجم الاستهدافات الكبيرة التي طالت الحزب، ورأت إيران أنه من الضروري الحفاظ على هؤلاء القادة وحمايتهم من حملة الاغتيالات المستمرة.
اليوم، ومع اندلاع المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، وجدت هذه القيادات، سواء الإيرانية أو تلك التابعة لحزب الله الموجودة على الأراضي الإيرانية، نفسها تحت مرمى النيران الإسرائيلية مجددًا. تشير مصادر خاصة وموثوقة لـ”صوت بيروت إنترناشونال” إلى أن حال القيادات الإيرانية اليوم ليس أفضل حالًا من قيادات حزب الله خلال الحرب الأخيرة. الاتصالات مقطوعة بين معظم القيادات، وهناك خوف وهلع من استخدام الهواتف أو أي وسيلة اتصال يمكن لإسرائيل أن تخترقها بسهولة، مما يعكس حالة عدم الاستقرار الأمني العميق.
تُضيف المصادر أن “النظام الإيراني أرسل رسالة واضحة إلى القيادات التابعة لحزب الله المتواجدة على أراضيها بضرورة المغادرة فورًا نحو العراق. هذا الطلب يأتي في ظل تزايد حدة التوترات، حيث أصبح الوضع “خطرًا جدًا”، وإيران لم تعد قادرة على حماية هؤلاء القادة من الخروقات الإسرائيلية المتزايدة، هذا القرار يأتي خصوصًا بعدما تبين بوضوح أن جهاز الموساد الإسرائيلي ناشط جدًا على الأراضي الإيرانية ولديه قدرات اختراق كبيرة، بالتالي، أصبح من الأفضل لهذه القيادات مغادرة طهران واللجوء إلى العراق، لا إلى لبنان، مما يشير إلى مستوى عالٍ من المخاطر الأمنية في إيران نفسها”.
تُتابع المصادر أن، “طهران فضّلت ذهاب هذه القيادات إلى العراق بدلاً من لبنان، وذلك خشية من استهدافهم خلال عودتهم إلى لبنان، فالعديد من هؤلاء القادة يحملون رتبًا عالية ومناصب قيادية حيوية، وإيران بحاجة إليهم في مرحلة مقبلة من الحرب الدائرة، كما أن هذا القرار يؤكد أن إيران لا تزال تخطط لمواجهة طويلة الأمد، وتحتاج إلى الحفاظ على كوادرها العسكرية الحيوية في مأمن من الاستهداف الإسرائيلي المباشر”.