عناصر تابعين لحزب الله
شكل العام 1995 محطة مفصلية لـ”حزب الله” ، مع شروع الولايات المتحدة الأميركية في فرض عقوبات، حيث صنفته وزارة الخارجية الأمريكية كمنظمة إرهابية أجنبية، ومنذ ذلك الحين، فرضت الولايات المتحدة العديد من العقوبات عليه وعلى أفراده وكياناته، بما في ذلك العقوبات المالية التي تستهدف تجميد الأصول المالية ومنع المؤسسات الأميركية من التعامل معه، وعلى الكيانات التي تقدم الدعم المالي والمادي له، اضافة الى رصد مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات ترتبط بشخصيات مالية وعسكرية محددة.
لم تتوقف الادارة الاميركية عن هذه الاجراءات واستمرت الى يومنا هذا وآخرها في شهر مارس الفائت حيث أدرج مكتب مراقبة الاصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الاميركية “خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة بهم، متورطين في شبكة لبنانية للتهرب من العقوبات، تدعم فريق تمويل حزب الله، يدير فريق تمويل حزب الله مجموعة متنوعة من المشروعات التجارية المربحة وشبكات تهريب النفط، غالبًا بالتعاون مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لتوليد وتحويل الإيرادات لمصلحة حزب الله.”
اما على صعيد الكونغرس ولجانه فالعمل جار بالتوازي مع الاوامر التنفيذية التي يوقعها ترامب لناحية العقوبات والانسحابات من المنظمات ،بالتعاون مع الديمقراطيين في بعض الاحيان. ويبدو من خلال نشاطات هذه اللجان ان مروحة الملاحقات ومشاريع القوانين توسعت لتشمل نشاطات “حزب الله” في اميركا اللاتينية.
في 5 من الشهر الجاري أعلنت السيناتور الأمريكية الديمقراطية العضو البارز في اللجنة الفرعية للشرق الأدنى التابعة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور جاكي روزن، أن مشروع القانون المشترك الذي قدمته بالاشتراك مع السيناتور الجمهوري جون كورتيس لتوجيه وزارة الخارجية الأمريكية والوكالات الفيدرالية الأخرى لتقييم نفوذ حزب الله في أمريكا اللاتينية ومواجهته قد قُدّم في اللجنة. ويشترط قانون “لا لحزب الله في نصف الكرة الغربي” تحديدًا رسميًا ، وهو يتحث عن هذه الدول واستيفائها التعريف القانوني للملاذ الإرهابي، ويفرض قيودًا على المسؤولين الذين يدعمون حزب الله.
وجاء على لسان السيناتور روزن ان “حزب الله المدعوم من إيران منظمة إرهابية تهدف إلى استهداف الولايات المتحدة وحلفائنا، مثل إسرائيل”. تعمل هذه الجماعة الإرهابية في نصف الكرة الغربي منذ عقود لجمع الأموال لأنشطتها غير المشروعة، مما يُشكل تهديدًا لأمننا القومي. واعرب عن سعادته عن المشروع الذي قدمه بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي قد قدم عبر اللجنة.
واضافت السيناتور روزن ان “حزب الله” بنى ، بدعم مباشر من إيران، شبكة واسعة في أمريكا اللاتينية، مستخدمًا المنطقة كمركز للإرهاب والتمويل غير المشروع والجريمة المنظمة. ويلعب الحزب دورًا محوريًا في تجارة الكوكايين، حيث يتعاون مع عصابات كولومبية ومكسيكية لتهريب شحنات ضخمة من المخدرات عبر نصف الكرة الأرضية”.
لفتت روزن خلال كلمتها الى “انه في حين صنّفت دول مثل الأرجنتين وباراغواي حزب الله منظمة إرهابية، فإن دولًا أخرى كثيرة لم تفعل ذلك، مما سمح للجماعة بالعمل دون عقاب. بعض الأنظمة الاستبدادية في أمريكا اللاتينية، وخاصة فنزويلا بقيادة نيكولاس مادورو، تدعم حزب الله وداعميه الإيرانيين علنًا. حتى أن البرازيل، الشريك التجاري الرئيسي لإيران في المنطقة، سمحت لسفن حربية إيرانية بالرسو في ريو دي جانيرو.
وتابعت روزن كلامها بالقول “انه في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعترضت السلطات في البرازيل والأرجنتين العديد من المخططات الإرهابية المدعومة من إيران والتي كانت تستهدف الجاليات اليهودية. ويشكل غياب التنسيق الإقليمي ضد حزب الله تهديدًا أمنيًا مباشرًا للولايات المتحدة وحلفائها.
روزن سبق لها ان قدمت للكونغرس السابق، قرارًا ثنائي الحزب يحث الاتحاد الأوروبي على تصنيف حزب الله منظمة إرهابية بالكامل. كما قدمت قانونًا ثنائي الحزب “لا مزايا هجرة لإرهابيي حماس” لمنع أي شخص شارك في هجمات حماس الإرهابية في 7 أكتوبر/تشرين الأول من دخول الولايات المتحدة.