تختلف المشاهد والسيناريوات لليوم التالي للحرب في غزة، والصورة غير واضحة، ويشوبها التشويش، والاختلافات على صورة غزة ما بعد الحرب، لكن الجهود الحالية تنصب على وقف إطلاق النار، ومن دون وقف إطلاق للنار، لن تبقى غزة، ولا يكون هناك من يوم تالٍ، وحتى في الداخل الإسرائيلي، عناك انقسامات حادة حول اليوم التالي لغزة.
مصادر دبلوماسية عربية تعتبر أن الحديث عن اليوم التالي في غزة لا يزال مبكراً طالما ان الاطراف المتنازعة لم تتوصل بعد إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فكيف يمكن الحديث عن يوم تالٍ وآلة القتل لا تزال تعمل، والغزيين لا يزالون يعانون، والدمار يكسو غزة، والموت يلفها من كل صوب، بالتالي، على المعنيين من الدول التي تدير المفاوضات، وقف القتل اولاً، وبعدها يمكن التفكير باليوم التالي.
المصادر ذاتها تضيف عبر موقع “صوت بيروت انترناشيونال”، “لا شك أن هناك أولويات يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي أولاً، يجب عدم السماح لإيران المتاجرة بالقضية الفلسطينية مجدداً، لان ما يحصل هو متاجرة على حساب دماء الفلسطينيين، ويجب كف يد إيران عن القضية الفلسطينية، وقتها، تصبح غزة بخير من خلال اتفاق واضح يعطي الفلسطينيين حقهم، ويعيد لهم كرامتهم، ليعيشوا وسط قطاع غزة من دون سيف إسرائيلي مسلط عليهم، ومن دون انانية إيرانية كل ما تطمح إليه هو توسيع تفوذها على انقاض وأشلاء الفلسطينيين”.
اليوم التالي في غزة غير واضح تقول المصادر، “لكن يجب أن يتم وضع تصوراً واضحاً على الطريقة التي سيدار فيها قطاع غزة بعيداً عن المصالح، ووفقاً لمصلحة الفلسطينيين، من خلال خطة واضحة، وعملية، تضمن كرامة القضية الفلسطينية، لكن الوضع مأساوي في غزة، ولا توجد نوايا بعد حقيقية لما بعد الحرب”.
المشهد في لبنان لا يختلف كثيراً عن غزة، لكن من المؤكد أن القوى والأحزاب السيادية لن تقبل العودة إلى ما قبل 8 تشرين الأول عندما قرر حزب الله اخذ لبنان إلى الحرب بعيداً عن مصلحة لبنان.
في السياق، تؤكد مصادر معارضة عبر موقعنا، أن الاهم هو سيطرة الدولة على قرار الحرب والسلم، اخذ المبادرة بعدم السماح لا لإيران ولا لأذرعها العبث بأمن لبنان من اجل تنفيذ ما ترغب به طهران، لأن العودة إلى الوضع السابق مرفوض تماماً ولن يقبل به أحد.
تضيف المصادر ذاتها، “هناك قرار دولي بعدم السماح لأذرع طهران التحكم بمصير لبنان، بالتالي، ما نراه من تأخير في إيجاد الحلول لجبهة الجنوب، يصب في هذا الاتجاه، لأن زمن سيطرة الميليشيات على الدول انتهى، والكلمة اليوم لن تعود إلى طهران، بل للدولة اللبنانية فقط، فعرقلة لبنان مرفوضة، فلبنان ليس اليمن وليس العراق، وحده الجيش اللبناني المخوّل الوحيد للدفاع عن لبنان وشعبه، واليوم التالي للبنان بعد الحرب، هو كلمة الفصل التي يجب أن تعود للدولة بكافة مؤسساتها وإداراتها”.