علم لبنان في العاصمة الفرنسية باريس
عادة يقال عن فرنسا أنها الأم الحنون، وهي من أحد أهم الأطراف الذين يسارعون من أجل إيجاد الحلول المناسبة للأزمات في لبنان، وفرنسا التي لطالما هبت لمساعدة لبنان عن طريق الدول المانحة، وهي اليوم لا تزال تقوم بجهود جبارة وتحاور كافة الأفرقاء من اجل إنهاء الشغور الرئاسي، وهي من ضمن اللجنة الخماسية، وهناك زيارات مكوكية قام بها الموفد الرئاسي جان إيف لودريان إلى بيروت لحل أزمة الملف الرئاسي.
أما اليوم، تبدو فرنسا ممتعضة جداً، ووصلت إلى قناعة تامة بأن ما يحصل في لبنان حول الملف الرئاسي يجب أن يتوقف، وتشعر فرنسا بأن هناك من يخدعها في لبنان، ويناور في مواقفه محاولاً تمرير الوقت من أجل فرض حلول لا تناسب لبنان.
أمام وفد دبلوماسي مصغر زار أخيراً باريس، أبدت فرنسا امتعاضها الكبير حيت تم البحث بما يحصل على الصعيد الرئاسي، وبحسب الوفد فإن فرنسا قلقة جداً على لبنان ليس من أجل ما يحصل في الجنوب فقط، بل من الطريقة التي يتعاطى فيها أهل الحكم وخصوصاً الثنائي الشيعي مع ملف الرئاسي، والتي وصفتها باريس بالسيئة وتضر بلبنان والدستور.
وتشير المعلومات المستقاة من الوفد الفرنسي لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، أن لودريان أبدى ملاحظات عدة، وطالب الرئاسة الفرنسية بأخذ خيارات صارمة، وقال بالحرف الواحد بما معناه، وللرئيس الفرنسي مانويل ماكرون شخصياً، أنه “لا يجوز بعد اليوم التعاطي مع هؤلاء بالطريقة ذاتها، ولا يمكن الوصول الى حل مناسب طالما أن الفريق المعطل يناور ولا يريد انتخاب رئيس للبنان”.
ووفقاً للمعلومات، فرنسا باتت شبه متأكدة أن الثنائي الشيعي وخصوصاً الحزب يتعاطى مع الملف الرئاسي من مصلحة إيرانية لا لبنانية، وهذا الأمر بات ملموساً لدى باريس، وأن الحزب يضع رئيس مجلس النواب أمامه ويتلطى خلفه، وهناك تقسيم أدوار يقوم به الثنائي الشيعي، وبري يقوم بالتعاون مع حزب الله بالمناورات وآخرها محاولات إيجاد صفقة ما مع التيار الوطني الحر من أجل فرض رئيس معين على اللبنانيين ومن خارج سياق ما اتفق عليه داخل اللجنة الخماسية، وهذا يزيد الأمور تعقيداً.