كانت لافتة زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان من حيث اللقاءات، لكن اللافت كان في استثناء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل واستبعاده من دول اللقاءات، كما تم استبعاد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب.
استثناء باسيل وعدم لقائه لم يكن صدفة، بل أتى منسجماً مع القرارات الأميركية والعقوبات المفروضة عليه، ولدى سؤالنا عن السبب، فكان الرد بأن هوكشتاين لم يلتق المعاقبين، وأن باسيل خارج مدار الجهود المبذولة أميركياً.
ومن ضمن الأجوبة التي حصل عليها موقع “صوت بيروت انترناشيونال”، أن سياسات باسيل طيلة فترة عهد الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون كانت معاكسة تماماً لسياسة واشنطن، وهي منسجمة أكثر مع حزب الله المعاقب والموضوع على لائحة الإرهاب، وهذا أيضاً من الأسباب التي أدت إلى عدم لقاء هوكشتيان بباسيل المستبعد.
امتعاض كبير داخل التيار الوطني من الحال الذي وصل إليه التيار، وبحسب مقربين من التيار، فإن باسيل منزعج تماماً من الطريقة التي تعاطى بها هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة للبنان.
وبحسب أوساط المقربين، لم تفلح كافة التصريحات التي أدلى بها باسيل خلال الفترة الأخيرة والتي أتت مخالفة لتوجهات حزب الله بجذب الإدارة الأميركية، وهي لا تزال تعتبره في المقلب الآخر، أي في محور الممانعة الذي اختصره هوكشتاين بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن غير الضروري لقاء أي طرف آخر في هذا المحور.
الوضع لم يقتصر فقط على الممتعضين من تصرف هوكشتاين، فهناك من هو في خانة الشماتة، إذ اعتبر بعض الذين يعارضون سياسة باسيل داخل التيار الوطني الحر، أن ليس من المستغرب أن يتصرف هوكشتاين على هذا النحو مع باسيل، فمن أغرق التيار وانغمس في مستنقع حزب الله، عليه تحمل تبعات هذا الخيار، خصوصاً في الحال الذي وصل إليه لبنان نتيجة لهذه السياسات المدمرة التي اتبعها باسيل طيلة فترة العهد، أما اليوم ومهما حاول باسيل مغازلة أميركا وتبني مواقفها، لا يستطيع لفت انتباهها، ولم تفلح كافة المحاولات التي قام بها عبر وسطاء من أجل رفع العقوبات عنه، وفي الامس، كان يعتبر باسيل أن العقوبات الأميركية بمثابة فخر ولن تؤثر عليه، أما اليوم، يحصد باسيل ثمن أفعاله وخياراته السيئة.