جبران باسيل
يبدو أن رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، يواجه اليوم واقعًا سياسيًا بالغ الخطورة، حيث يلوح في الأفق شبح خسارة مدوية في الانتخابات النيابية المقبلة، مما يهدد مستقبله السياسي ومستقبل تياره. وعلى الرغم من أن الانتخابات البلدية تعتبر بشكل عام استحقاقًا إنمائيًا أكثر منه سياسيًا، إلا أن المؤشرات التي حصل عليها باسيل من هذه الانتخابات تشير بوضوح إلى تراجع كبير في شعبية التيار الوطني الحر. والأمر الأكثر خطورة هو رفض معظم المكونات السياسية الأساسية في البلاد التحالف مع باسيل في الانتخابات النيابية القادمة، مما يعمق من عزلته السياسية ويضعف موقفه التفاوضي.
ووفقًا لتسريبات من داخل التيار الوطني الحر، فإن هناك خشية كبيرة تتملك قيادات التيار من نتائج الانتخابات النيابية المقبلة، وذلك بعد أن أظهرت القواعد الشعبية للتيار ضعفًا ملحوظًا في التنظيم والتجييش والتجيير خلال الانتخابات البلدية الأخيرة. فالأرقام التي حصل عليها التيار في هذه الانتخابات غير مشجعة على الإطلاق، وتشير إلى تراجع ملحوظ في شعبيته. ومن المؤكد أن هذه المؤشرات السلبية ستؤثر بشكل كبير على مجريات الانتخابات النيابية المقبلة، سواء من حيث نسبة الاقتراع أو من حيث القدرة على نسج تحالفات انتخابية ناجحة.
فباسيل سيجد نفسه مضطرًا للتخلي عن بعض المقاعد النيابية التي يعتبرها محسومة لصالحه، وذلك في محاولة يائسة لإرضاء من سيتحالف معهم وتجنب خسارة كارثية قد تقضي على مستقبله السياسي.
ويضيف المقربون من التيار الوطني الحر، عبر موقع “صوت بيروت إنترناشونال”، أن باسيل يفكر جدياً بعدم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، لكنه لم يتخذ القرار النهائي بعد. فهو يشعر بأنه محاصر من قبل تحالف القوات اللبنانية ومجد حرب في البترون، والذي يهدد مقعده النيابي ويفتح الباب أمام القوات للحصول على مقاعد أخرى في الشمال، وهو أمر يسعى باسيل لتجنبه بأي ثمن. ولذلك، سيعمل باسيل على تفعيل التيار في الشمال، وعندها سيتخذ القرار المناسب بشأن ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة، أو ترشيح شخصية أخرى مقربة منه. فخسارته في هذه الانتخابات ستعتبر نكسة كبيرة للتيار الوطني الحر ولمسيرته السياسية، وهو سبق له أن عاش تجربة الخسارة في الانتخابات النيابية الماضية.
ويعتبر المقربون من التيار أن أداء التيار قد تراجع بشكل ملحوظ، وأن هناك سياسات خاطئة تم اعتمادها أدت إلى هذا التراجع. كما أن التحالف مع حزب الله كان له مردود سلبي على التيار على المدى الطويل. فصحيح أن هذا التحالف أتى بميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، إلا أن تداعياته على المدى الطويل أضرت بالتيار كثيرًا، وها هو اليوم يدفع الثمن غاليًا. إن مستقبل جبران باسيل السياسي بات على المحك، والأيام القادمة ستكشف ما إذا كان سيتمكن من تجاوز هذه العاصفة السياسية العاتية، أم أن هذه العاصفة ستطيح به وبمستقبله السياسي إلى غير رجعة.