جبران باسيل
يُقال إن التيار الوطني الحر عقد اجتماعات مغلقة برئاسة رئيسه النائب جبران باسيل مع كوادر من التيار، شملوا من كانوا يساعدون وزراء الطاقة السابقين. وكان الهدف من هذه الاجتماعات متابعة مسار تأليف الحكومة، خصوصًا فيما يتعلق بمن سيتولى وزارة الطاقة من الأحزاب والكتل النيابية. لكن المخاوف الكبرى التي راودت باسيل كانت حول إمكانية تسلم القوات اللبنانية لهذه الوزارة.
وبحسب معلومات خاصة لموقع “صوت بيروت إنترناشيونال”، بدا باسيل حازمًا في موقفه، حيث أكد أنه لن يسمح بترك أي ملف قد يسيء إلى سمعة التيار الوطني الحر أو وزرائه السابقين الذين تولوا وزارة الطاقة. لكن الوزير وليد فياض، في حديثه مع باسيل، طمأنه قائلًا إنه لا يوجد ما يدعو للقلق، حيث أن كافة الملفات التي قد تسيء إلى التيار قد تم حلها أو تجاوزها.
وتشير المعلومات إلى أن الملفات التي كانت محل القلق لا تتعلق بفساد مالي أو أموال غير مشروعة، لأن مثل هذه الأمور لا وجود لها في الوزارة أساسًا. بل كانت تتعلق بسوء إدارة الوزارة في بعض الفترات، بالإضافة إلى رفض بعض التعيينات، وطريقة صرف الأموال بطريقة غير قانونية، وتوزيعها على المحسوبين على التيار، فضلاً عن مسائل أخرى قد تكون عرضة للعقوبات القانونية.
وتضيف المصادر أن بعض الخطط التي أعدها التيار الوطني الحر وسلمها للوزراء السابقين قد تم إتلافها، خوفًا من أن يستفيد منها الوزير المنتمي إلى القوات اللبنانية أو أن ينسب أي إنجاز إليها في المستقبل. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن وزراء التيار السابقين لم يحققوا إنجازات ملموسة، وبالتالي لا داعي للخوف من أي وزير جديد. كما أشار البعض إلى أن الوزير الجديد في الحكومة، جو صدي، لديه رؤية مختلفة عن تلك التي تبناها وزراء التيار الوطني الحر في السابق، وأنه لا يتعامل بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها وزراء التيار السابقون.
وفي هذا السياق، اعتبر باسيل أن تولي القوات اللبنانية لوزارة الطاقة يعد “ضربة كبيرة” بالنسبة له، ورأى أنه كان من الأفضل أن يتسلمها أي حزب آخر غير القوات، نظرًا للهجمات السياسية التي تعرض لها باسيل من قبل القوات في ملفات الطاقة. وأوضح باسيل أن وزارة الطاقة يمكن أن تحقق المزيد من الإنجازات في المرحلة المقبلة، خصوصًا مع اقتراب المساعدات من الخارج، ما سيعطي دفعًا كبيرًا للقوات في الانتخابات النيابية المقبلة، خاصة إذا وصلت الشركات الأجنبية وقدمت عروضها.
وأخيرًا، اعترف باسيل خلال الاجتماعات بأن التيار الوطني الحر كان يجب أن يتعامل بشكل مختلف مع ملف الطاقة في الماضي. لكنه أضاف أن المناكفات السياسية والإدارات السيئة هي التي حالت دون تحقيق النتائج المرجوة في هذا المجال.