لم يكن سهلاً على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مشهد انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، فهو قدم مطالعات داخل مجلس النواب متذرعاً بالدستور الذي خالفه مرات عدّة عندما كانت مخالفة الدستور لمصلحته، وتحدث عن السيادة وهو الذي لم يتمتع يوماً بتلك السيادة، بل كان داعماً للسلاح غير الشرعي، وشكل مظلة لذلك السلاح على مدى سنوات لتأمين مكتسباته السياسية.
حال التوتر لدى باسيل ونوابه كان واضحاً داخل الجلسة، والعبارات النابية التي صدرت عن أحد نوابه تدل على أن انتخاب عون لم يكن وقعه سهل على التيار الوطني الحر، كيف ذلك وباسيل قضى عهداً كاملاً وهو يخرق القوانين ويتحضّر ويحلم لتسلم الرئاسة بعد عمّه الرئيس السابق ميشال عون، لكن باسيل بسلوكه، قضى على أحلامه وحلفائه، ولم يترك له صاحباً، ولم يسلم بعض النواب في تكتله من بطشه وهوسه في السلطة، وخسر عدداً لا بأس به من النواب، وبهذه الخسارة خسر الحلم الرئاسي.
مصادر خاصة لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، تؤكد أن باسيل يعيش في أسوأ أيامه، ويمر بمرحلة حرجة لا علاج لها، وهو يحاول لملمة الموضوع والحد من الخسارة قدر الإمكان، ويتحضر للأسوأ خصوصاً أن الوقت يمر والانتخابات النيابية المقبلة ليست بعيدة كثيراً، وبدلاً من تغيير سلوكه وإنقاذ تياره من الهلاك، يزداد سلوكه بطشاً وغروراً ويتعاطى بفوقية مع محيطه، فالبعض من المقربين لم يعد يحتمل تصرفات باسيل، ووجد بالرئيس جوزاف عون خشبة خلاص، وملجأً جديداً.
تؤكد المصادر أن باسيل يشعر بأن شعبية الرئيس المنتخب جوزاف عون ستتسع، وستزداد مع الوقت، خصوصاً أن قاعدة التيار الوطني الحر تميل في محبتها إلى المؤسسة العسكرية، فبالرغم من قيام باسيل وبعض الملحقين المقربين منه والمستفيدين من وجودهم في التيار بمهاجمة جوزاف عون، إلا أن الأغلبية تكن احتراماً لجوزاف عون، وهناك عدد كبير من النواب أبدوا استعدادهم للوقوف خلف الرئيس الجديد، لكنهم ينتظرون اللحظة المناسبة، ولهذا، قام باسيل بسلسلة إجراءات داخل التيار الوطني الحر قبيل انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، وشدد على ضرورة عدم تخطي باسيل بأي تفصيل.
تشير المعلومات إلى باسيل منع منعاً باتاً التعاطي مع جوزاف عون في حال انتخب رئيساً، وأي تعاطي مع الرئيس يجب أن يتم من خلاله، وأي خلل بالتصرفات سيقابل بعقوبة الطرد، لأن باسيل يعلم أن رئيس الجمهورية سيكسب شعبية كبيرة، وهذه الشعبية ستأتي من خلال الممتعضين من باسيل وسلوك تياره، خصوصاً في الانتخابات النيابية المقبلة، حيث سيكون للرئيس كتلة نيابية، وركيزة هذه الكتلة حكماً ستأتي بأصوات التياريين الممتعضين والذين تركوا التيار، بالتالي ستتآكل شعبية تيار باسيل ما يؤدي إلى خسارة العديد من المقاعد النيابية.
وأكثر ما يقلق باسيل وفقاً للمعلومات، هو خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس جوزاف عون بعيد انتخابه، فهو خطاب مهم وفريد من نوعه منذ اتفاق الطائف، وخطاب يستقطب اللبنانيين، فكيف الحال بالذين يبدون امتعاضهم من باسيل ويشكون من سلوكه السيئ؟