لا تزال جبهة الجنوب المشتعلة منذ تداعيات عملية 7 أكتوبر تجذب التصاريح والجهود الدولية من أجل عدم توسيع هذه الجبهة لتصل إلى حرب شاملة بين حزب الله واسرائيل، الأمر الذي استدعى تكثيف المشاورات واللقاءات في واشنطن، خصوصاً أن محور الاتصالات التي تجري بشكل يومي بين الرئيس الأميركي جو بايدن وبين رئيس الحكومة الأمنية الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يأخذ لبنان حيزاً مهماً من ناحية واشنطن التي تحث اسرائيل دوماً على تجنب التصعيد.
أخر التطورات من الجانب الإسرائيلي تشير إلى أن لواء غولاني التابع للجيش الإسرائيلي أجرى آخر التدريبات التي تحاكي التوغل بعمق 10 كيلومترات في العمق اللبناني من جبهة الجنوب، وبحسب خبراء عسكريين، فإن هذا التطور يعد خطيراً ونوعياً وينذر بسيناريو سيء تحضر له اسرائيل، وهناك نوايا تنذر بأن نتنياهو يريد حرباً مع لبنان ما استدعى استنفار واشنطن دبلوماسياً للجم أي طومح عدائي واسع تجاه لبنان.
ويشير الخبراء الذين جمعوا معلومات من خلال التقارير الواردة إلى أن انتشار عناصر لواء غولاني على طول الجبهة الشمالية لإسرائيل، سيستدعي انتشاراً لعناصر من حزب الله وخصوصاً وحدة الرضوان، مل يعني أن الاستنفار من الجانبين مرجح أن يتطور إلى حرب شاملة في حال وقع المحظور.
ويقول الخبراء لموقع “صوت بيروت انترناشيونال”، إن “واشنطن تعمل من خلال الموفد الأميركي أموس هوكشتاين لنزع أي فتيل قد يشعل الحرب، لأن ما تشهده الساحة في الجنوب يدل من خلال نوعية القصف أن إسرائيل تنوي توسيع الحرب، وما حصل في اليومين الأخيرين في النبطة صورة مصغرة عن ما يمكن أن يحصل في حال توسعت الحرب، وهذا ما لا تريده واشنطن التي ستكثف من جهودها وضغوطها من أجل تنفيذ الـ1701 ونزع أي حجة من الأطراف المتنازعة”.
الوضع غير مطمئن بحسب الخبراء، إذ أن هناك استعدادات يدرسها حزب الله للرد على مجزرة النبطية، وهذا ما يقلق اسرائيل التي ترد بوحشية على أي عملية تتعرض لها، وأي انزلاق للبنان نحو الحرب سيكون باهظ الثمن من ناحية الخسائر البشرية والاقتصادية والمالية والأمنية، والمطلوب ابعاد سيناريو غزة عن لبنان.