الجمعة 17 ذو الحجة 1446 ﻫ - 13 يونيو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ترامب وولي عهد السعودية يرسمان المستقبل.. ولادة خارطة طريق جديدة للشرق الأوسط

طالما ترقبت المنطقة تلك اللحظة الفارقة التي وعد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق السلام المنشود في الشرق الأوسط. وها هي المملكة العربية السعودية، بقيادة الأمير محمد بن سلمان الذي يقودها بحنكة نحو مستقبل واعد، تحتضن هذه المساعي الطموحة. فمن أرض المملكة، التي تحتضن رؤية 2030 الطموحة لتنويع الاقتصاد وتمكين المجتمع، تنطلق آمال جديدة.

منذ العام 2016، انطلق الأمير محمد بن سلمان بتصميم لتنفيذ رؤيته الإصلاحية الشاملة، متحديًا التحديات الإقليمية الملتهبة. ورغم العقبات الخارجية والتباين في الرؤى مع قوى دولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة خلال فترة حكم الديمقراطيين الذين تبنوا سياسة فتور تجاه المملكة، هذا اللاعب المحوري الذي نسج تاريخ المنطقة على مدى أكثر من تسعة عقود، شهدت العلاقات بين البلدين فتورًا ملحوظًا. لكن، مع عودة ترامب إلى سدة الحكم، بدأت المنطقة تستعيد تفاؤلها.

فرؤية ترامب للمنطقة، وتلك المشاريع الطموحة التي لم تكتمل في ولايته الأولى، دفعته بعزيمة قوية للعودة إلى المملكة العربية السعودية، التي يراها نقطة انطلاق محورية لبناء سلام دائم واقتصاد عالمي مزدهر. فكانت الرياض أولى محطاته الخارجية، إشارة واضحة لأهمية الدور السعودي. وبعيدًا عن مظاهر الاستقبال الرسمي الباهرة التي ميزت الزيارة، والتي حظيت بحضور نخبة من كبار الشخصيات الاقتصادية الأمريكية، أبدى مجتمع الأعمال الأمريكي اهتمامًا بالغًا بهذه الشراكة الجديدة.

وقد ألقت كلمة الرئيس ترامب أمام منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، والتي وُصفت بالأطول، الضوء على رؤية شاملة تتجاوز الجوانب الاقتصادية لتشمل أكثر الملفات الإقليمية تعقيدًا، من إيران إلى سوريا ولبنان. وفي تحليله الدقيق للمشكلات وتقديمه للحلول، أكد ترامب على الشراكة والتعاون الوثيق مع ولي العهد، مُعربًا عن تقديره لجهوده ورغباته في اتخاذ القرارات الحاسمة. وكان رفع العقوبات عن سوريا، استجابةً مباشرة لطلب الأمير محمد بن سلمان، من أبرز تجليات هذه الشراكة الجديدة.

رغم طغيان فرحة قرار رفع العقوبات على المشهد العام، والذي تجلى في ردة فعل ولي العهد، فإن هذه الزيارة أسفرت عن مجموعة كبيرة من الاتفاقيات، أبرزها في المجال الدفاعي. حيث وافقت الولايات المتحدة على بيع أسلحة أمريكية متطورة بقيمة 142 مليار دولار من 12 شركة مختلفة، تشمل القدرات الفضائية والدفاع الجوي والصاروخي ومجالات الطاقة.

ولم يغفل ترامب لبنان، مدركًا مدى الاهتمام السعودي بهذا الوطن الصغير، الذي سخرت المملكة، منذ عهد الآباء المؤسسين، كل الجهود لاستقراره سياسيًا وماليًا واقتصاديًا وعمرانيًا، من خلال المؤتمرات والمبادرات الداعمة سياسيًا واقتصاديًا.

وبالطبع، كان للملف النووي الإيراني حيزًا هامًا في كلمة ترامب، بوصفها العامل المزعزع للاستقرار في المنطقة. حيث اكد “على رغبته بـ “عقد صفقة مع ايران” … ولكن “ان رفضت قيادة ايران عصن الزيتون هذا واستمرت في مهاجمة جيرانها فلن يكون اممانا خيار سوى ممارسة اقصى قدر من الضغط لدفع صادرات النفط الايرانية الى الصفر “، سيتخذ “جميع الإجراءات اللازمة لمنع النظام من امتلاك سلاح نووي ” و”العرض الذي تقدم به لن يدوم للابد .. وليس لدينا الكثير من الوقت للانتظار”.

وختامًا، جمعت المصافحة التاريخية بين ترامب وولي العهد السعودي قبضة رمزية للتحديات التي سيواجهها الزعيمان بشأن السلام وازدهار المنطقة. وهو ما أكده ولي العهد في كلمته، التي شدد فيها على أن العمل المشترك مع المملكة لا يقتصر على الاقتصاد فحسب، بل يمتد إلى إحلال الأمن والاستقرار العالميين.