الأثنين 11 ربيع الثاني 1446 ﻫ - 14 أكتوبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تعتيم اعلامي على الثورة اللبنانية... رضوخ بعد التهديد بفتح ملفات فساد!

بعدما كانت معظم القنوات التلفزيونية اللبنانية رأس حربة في الثورة التي انطلقت شرارتها في 17 تشرين الأول، حيث قطعت برامجها المعتادة فاتحة الهواء لنقل التظاهرات وأصوات الثوار على عكس القنوات التابعة لاحزاب السلطة والتي انخرطت ببروباغندا تدافع عن الطبقة الحاكمة، في وقت غاب فيه “تلفزيون لبنان” عما يدور على ارض لبنان، تفاجأ اللبنانيون منذ ايام بوقف التغطية الاعلامية لتحركات الثوار او بالاصح تقليصها الى درجة كبيرة، في ظل تعتيم مقصود عن اعمال العنف التي يرتكبها مناصري “حزب الله” و”حركة امل” اضافة الى القوى الامنية وشرطة مجلس النواب ضد المتظاهرين.

فمنذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة تمكن الإعلام اللبناني من حجز الدور الابرز في تغطية الاحداث في مختلف المناطق على مدى اسابيع، على الرغم من تعرض مراسليه لمضايقات من قبل مناصري السلطة، قبل ان يتم تسريب خبر تعرض القنوات التلفزيونية الى ضغوط من قبل الاحزاب لوقف تغطية التظاهرات تحت تهديد فتح ملفات فساد لها، لا بل سرب خبر اتصال رئيس الجمهورية شخصيا طالبا ذلك من وسائل الاعلام، وان نفت دوائر القصر الجمهوري ذلك واضعة الامر في خانة الشائعات كذلك اعلن مدراء الشاشات، الا ان ما حصل ويحصل على ارض الواقع يثبت صحة الاخبار التي تداولت.

احد الدلائل على ضغوط السلطة على وسائل الاعلام قرار اقالة مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان من منصبها، وتعيين زياد حرفوش مكانها، لمجرد تغطيتها لتحركات الثوار، اضافة الى امتناع “تلفزيون لبنان” عن تغطية الاحتجاجات الى حين دخول عدد من الفنانين اليه مطالبين الشاشة الوطنية بنقل صوت المواطنين، وحجب الشاشات التي واكبت الثوار منذ البداية ببثها على الهواء ساعات طويلة للتحركات، مستعيضة عن ذلك بإعادة فتح الهواء للسياسيين، في حين غابت عن نقل صوت الثوار وما يقع في حقهم من اعتداءات من ضرب واحراق خيمهم على ايدي انصار السلطة، وما تفعله شرطة مجلس النواب والقوى الامنية بحق من يطالبون بالتغيير.

ضغوط السلطة للتعتيم على الثوره دفع “إعلاميون عرب ضد العنف” الى اصدار بيان أكدوا من خلاله “إننا نتابع ما تتعرض له وسائل الإعلام من ضغوط لمنعها من تأدية واجبها”، مكررين شجبهم” للمضايقات المتكررة التي تواجه الإعلاميين الذين يغطون الأحداث ميدانياً”، كما قابله الاعلام البديل، حيث اصبح كل مواطن مراسل من خلال بثه المباشر على حسابه في صفحته على فايسبوك، او تسجيل فيديوهات لما يدور ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مصدرا للأخبار ومعها تحول عدد كبير من الناشطين إلى مصادر موثوقة للآخرين، حيث نجحوا في نقل الصورة التي تعمدت وسائل الإعلام التعتيم عليها. كما تحوّلت مجموعات الأخبار إلى مرجع لمتابعة الأحداث.

كل محاولات السلطة للتعتيم على الثورة ستبوء بالفشل امام اصرار وعزيمة الثوار على اكمال مسيرتهم حتى تحقيق كل المطالب التي نزلوا من اجلها الى الشارع.

المصدر: راديو صوت بيروت إنترناشونال