الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم
تتوالى التسريبات والمعلومات التي تلقي الضوء على تحولات جوهرية داخل حزب الله، تكشف عن أسباب وتوجهات جديدة يعتزم “الحزب” اتباعها. فبعد التقرير الأخير الذي بثته قناة “الحدث”، والذي تحدث عن إقفال معسكرات التدريب في البقاع، وانخفاض عديد عناصر “الحزب” من 100 ألف مقاتل إلى 60 ألفاً، وتكبده لخسائر بشرية فادحة لامست 4 آلاف عنصر، بالإضافة إلى انشقاق نحو 2000 عنصر، بدأت الأسباب الكامنة وراء هذه التطورات تتكشف شيئاً فشيئاً.
مصادر بقاعية خاصة أكدت لموقع “صوت بيروت إنترناشونال” أن المعسكرات أُقفلت بالفعل، وبقرار مباشر من الأمين العام لـ”الحزب”، الشيخ نعيم قاسم. هذا القرار لم يمر مرور الكرام، بل قوبل بمعارضة شديدة من بعض القيادات الميدانية لـ”الحزب”. هذه القيادات رفضت في بادئ الأمر إغلاق هذه المعسكرات، معتبرةً أن ذلك سيؤكد “هزيمة الحزب” الذي يسعى جاهداً لإخفائها. إلا أن قرار القيادة العليا كان حاسماً وغير قابل للنقاش، مما يعكس حجم الضغوط التي يواجهها “الحزب” وتحديداً قيادته.
إقفال المعسكرات أحدث بلبلة واضحة في صفوف حزب الله. ووفقاً للمصادر، اضطرت الفاعليات الدينية في مجلس شورى “الحزب” إلى عقد اجتماعات مكثفة لشرح ما يحصل وتوضيح الصورة لبيئة “الحزب” من عناصر ومناصرين. وكانت الإجابة واضحة وصريحة: الأموال الإيرانية شحت كثيراً، وباب التطويع إلى “الحزب” أقفل. السبب الجوهري وراء ذلك هو أن المعسكرات والتدريب وتجهيز العناصر يتطلب ميزانيات ضخمة لم تعد متوافرة. فالأموال التي تأتي من إيران، والتي تصل بصعوبة بالغة، بالكاد تكفي لدفع رواتب العناصر الموجودين حالياً، وبالتالي كان لا بد من اتخاذ هذا القرار الصعب والاضطراري.
تكشف المصادر أيضاً عن أن “الحزب” يتجه نحو خفض كبير في عديده العسكري، وسيعتمد سياسة التسريح الإجباري لعدد من عناصره. فميزانية “الحزب” الحالية لم تعد تحتمل الأعباء المالية للكم الهائل من العناصر المنضوية فيه. وستبقي قيادة “الحزب” على عدد محدد من العناصر، سيُعلن عنه لاحقاً عندما تتحدد ميزانية “الحزب” المقبلة بشكل أوضح. هذا يعني أننا سنشهد في المستقبل القريب “حزب الله” على شكل مصغر عما كان عليه في السابق.