الجمعة 17 ذو الحجة 1446 ﻫ - 13 يونيو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله يرفض سلطة الجيش اللبناني.. ويقبل بالتدخل الإسرائيلي!

يثير سلوك حزب الله في الآونة الأخيرة تساؤلات عميقة حول أولوياته وولائه، فبينما يرفض بشكل قاطع أي إشراف أو تفتيش من قبل الجيش اللبناني على مخازن أسلحته، يبدو أنه يفضل ضمنيًا أن تكون إسرائيل هي الجهة التي تتعامل مع هذه المخازن عبر استهدافها، هذا المنطق المستغرب، سواء كان عن قصد أو غير قصد، يضع علامات استفهام كبيرة حول رؤية الحزب لدور الجيش الوطني وسيادة الدولة اللبنانية.

تكشف مصادر موثوقة، عبر موقع “صوت بيروت إنترناشونال”، عن تفاصيل حساسة تزيد من حدة هذه التساؤلات، فبحسب هذه المصادر، تلقت الحكومة اللبنانية رسائل دولية تحذر من وجود تهديدات أمنية محتملة قبل واقعة استهداف منطقة النبطية، وفي هذا السياق، سعت جهات دولية إلى التنسيق لدخول الجيش اللبناني إلى المواقع المشتبه بها، وتحديدًا موقع علي الطاهر العسكري التابع لحزب الله في محيط مدينة النبطية، لتفتيشها وضمان عدم وجود ما يهدد الأمن.

إلا أن حزب الله، وفقًا للمصادر ذاتها، رفض بشكل قاطع دخول الجيش اللبناني إلى هذه المخازن، وقد تم إبلاغ الأطراف المعنية بهذا الرفض، ونتيجة لهذا التعنت، تحركت إسرائيل وقامت باستهداف الموقع المذكور، وتأتي هذه العملية العسكرية الإسرائيلية في إطار تفاهمات قائمة بين واشنطن وتل أبيب، والتي تسمح لإسرائيل بالتحرك بحرية في حال شعورها بخطر داهم يهدد أمنها، وهو ما يفسر التدخل الإسرائيلي المباشر بعد رفض حزب الله التعاون مع الجيش الوطني.

تشير هذه المعطيات بوضوح إلى أن حزب الله يتعامل مع ملف سلاحه بسياسة المراوغة وعدم الجدية في تسليمه للدولة اللبنانية، وإلا، فما هو التفسير المنطقي لرفض دخول الجيش اللبناني إلى مواقعه، الأمر الذي يفتح الباب واسعًا أمام استهدافها من قبل خصم إقليمي؟ إن هذا السلوك يرسخ الانطباع بأن الحزب يفضل التعامل مع تهديد خارجي على التعاون مع المؤسسة العسكرية الوطنية، المكلفة أصلاً بحماية لبنان وسيادته.

إن هذا التناقض الصارخ يضع علامات استفهام حول مفهوم السيادة الوطنية لدى حزب الله وولائه للمؤسسات اللبنانية. فبدلاً من التعاون مع الجيش لضمان أمن البلاد وحماية مواطنيها، يبدو أن الحزب يفضل الحفاظ على استقلالية قراره العسكري وسلاحه، حتى لو كان الثمن هو تعريض الأراضي اللبنانية للخطر والتدخلات الخارجية.

يبقى السؤال المطروح بإلحاح: لماذا يفضل حزب الله ضمنيًا أن تتعامل إسرائيل مع مخازن أسلحته بدلاً من أن يكون الجيش اللبناني هو المسؤول عن ذلك؟ إن الإجابة على هذا السؤال تحمل في طياتها الكثير من الدلالات حول مستقبل العلاقة بين الحزب والدولة اللبنانية، وحول رؤيته لدور الجيش الوطني في حماية لبنان وسيادته في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. هذا السلوك يرسخ مخاوف الكثيرين بشأن مدى التزام حزب الله بمفهوم الدولة الواحدة والسلطة الشرعية الوحيدة في لبنان.