الجمعة 17 ذو الحجة 1446 ﻫ - 13 يونيو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله يواجه عاصفة مزدوجة.. نكبة جديدة تلوح في الأفق!

لم يكن ما يمر به حزب الله اليوم ليخطر ببال قياداته وكوادره في يوم من الأيام، لكن يبدو أن الغد يحمل للحزب ما هو أسوأ بكثير مما يواجهه الآن. فإلى جانب التحديات العسكرية المتزايدة، تلوح في الأفق نكبة مالية يبدو أنها في طريقها إلى التفاقم بشكل خطير. فجميع الأبواب الإقليمية والدولية التي كانت ترفد خزائن الحزب بالأموال باتت موصدة بإحكام، ومصادر التمويل التقليدية تشح تدريجيًا، بينما يواجه الحزب استحقاقات مالية عاجلة بات عاجزًا عن تسديدها، بدءًا من رواتب عناصره وكوادره، وصولًا إلى التزامات مالية أخرى سيكون الحزب غير قادر على الوفاء بها في المستقبل القريب.

وتؤكد مصادر مقربة من الإدارة الأميركية، في تصريحات خاصة لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، أن الضغط على حزب الله لن يقتصر على ملف تسليم سلاحه فحسب، بل سيتعداه ليشمل خنق الحزب ماليًا في المرحلة القريبة المقبلة. فمؤسسة “القرض الحسن” التي تعتبر الذراع المالية غير الرسمية للحزب، باتت بالنسبة إلى الإدارة الأميركية قضية لا تقل خطورة عن سلاح الحزب نفسه. وتشير المصادر إلى أن الإدارة الأميركية مصممة على وقف نشاط هذه المؤسسة، وسيتم مراقبتها عن كثب تمهيدًا لاتخاذ القرار المناسب بشأنها، والذي قد يصل إلى حد تجميد أرصدتها وملاحقة القائمين عليها.

من جهة أخرى، تكشف المصادر عن تنسيق وثيق بين الإدارة الأميركية ووكالات استخبارات دولية لمراقبة دقيقة لكافة ممولي حزب الله في الخارج والمصادر المحتملة التي قد تقدم على تمويل الحزب في المستقبل. وتهدف هذه الجهود المشتركة إلى تجفيف منابع تمويل الحزب عبر استخدام سلاح العقوبات ومصادرة الأموال المشبوهة. وفي هذا السياق، بات مطار رفيق الحريري الدولي خاضعًا لمراقبة مكثفة، وتشير المصادر إلى أن حزب الله لم يعد قادرًا بعد اليوم على إدخال الأموال عبره بسهولة ويسر كما كان يحدث في السابق.

وتذهب المصادر إلى أبعد من ذلك، مؤكدة أن حتى الأموال المخصصة للبلديات المحسوبة على حزب الله ستكون عرضة للمنع من التمويل. وتوضح المصادر أن هذه سياسة أميركية واضحة وستبقى سارية المفعول إلى حين تسليم حزب الله لسلاحه بشكل كامل والتأكد من عدم قيامه بأي نشاط أمني يزعزع الاستقرار. وتحذر المصادر من أن هذه البلديات ستظل محرومة من الأموال تحت طائلة فرض عقوبات دولية عليها في حال عدم التزام الحزب بالشروط الأميركية.

إن هذه المعطيات المتسارعة ترسم صورة قاتمة لمستقبل حزب الله المالي، وتزيد من الضغوط الهائلة التي يواجهها على مختلف الأصعدة. فهل سيتمكن الحزب من الصمود في وجه هذه العاصفة المزدوجة، أم أن الأزمة المالية الخانقة ستكون القشة التي قصمت ظهر البعير؟.