الأمير محمد بن سلمان والرئيس السوري أحمد الشرع
يخطو الرئيس السوري أحمد الشرع بخطوات ثابتة نحو نقل سوريا إلى مكان لم تنتقل إليه منذ عقود، إذ أثبت عن علو كعبه في السياسة والدبلوماسية، فكان خروجه الأول من سوريا باتجاه السعودية بما ترمز المملكة من ثقل سياسي في المحيط العربي، وهي رسالة واضحة بأن للسعودية الدور الأبرز في استقرار سوريا.
الزيارة وصفت بالمهمة وفقاً لمصادر اطلعت على نتائج الزيارة، وتكللت بالنجاح وعقدت مباحثات تهم شؤون البلدين وتخدم سوريا في المستقبل، إذ أبدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اهتمامه باستقرار سوريا أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وأعطى إشارات واضحة بمساعدة سوريا للنهوض بعد الحرب التي قضت على كافة مقوماتها.
تضيف المصادر عبر موقع “صوت بيروت إنترناشونال”، إلى أن الرئيس الشاب احمد الشرع، سيتعاون مع السعودية ومع كافة المحيط العربي من أجل عودة سوريا كبلد أساسي ومؤثر مع الدول العربية والخليجية، وعبّر عن نقلة نوعية بالتعاطي السياسي الذي يخدم مصلحة سوريا والدول العربية بعيداً عن السياسات السابقة التي كان ينتهجها الأسد المخلوع والتي أدت إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
تشير المصادر إلى أن المملكة ستعمل على تمكين القيادة السورية الجديدة من توحيد الأراضي السورية واستقرارها، وخصوصاً في ملف إعادة البناء السياسي والاقتصادي والتنموي الذي يشمل جميع مكونات الشعب السوري من دون إقصاء لأي طرف، وألّا تكون سوريا مصدر قلق لأيٍّ من جيرانها أو للمنطقة، وأن تكون دمشق ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي العربي.
ومنذ سقوط النظام السوري، تبذل السعودية جهوداً دبلوماسية لدعم إعادة اندماج سوريا في المشهد الإقليمي، والمساهمة في تخفيف الأعباء الاقتصادية التي يواجهها الشعب السوري، عبر إقامة جسر جوي لنقل المساعدات، كما تعمل على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
ولاقت الزيارة الكثير من التفاؤل والارتياح في الأوساط السورية، واعتبروها تمثل عودة سوريا إلى محطيها العربي الطبيعي، ومن شأن هذه الزيارة، أن تعمّق العلاقات بين البلدين، وهذا المسار هو المسار الطبيعي للاستقلال الثاني، فالسعودية محور أساسي على الصعيدين العربي والدولي، ما يؤدي إلى إتاحة فرصة ذهبية لسوريا.