كثر الحديث عن الاجتياح البري الذي ستقوم به إسرائيل لقطاع غزة، وعاد واستبدل بتوغلات محدودة، لا شك ان إسرائيل مربكة والتخبط الحاصل في الآراء حول الخطط العسكرية وكيفية الدخول إلى غزة يدل على ان ليس هناك خطة واضحة، وان إسرائيل تخشى من النتائج المتربة من الهجوم البري المحتمل.
وبحسب الخبراء العسكريين، لا شك أن إسرائيل تتمتع بسلاح جو فعّال وترسانة من الدبابات المتطورة وأجهزة تخولها التفوق في أي معركة، لكن كل هذه الآلة العسكرية وأدواتها تكون غير فاعلة في قتال المدن ومن مسافة صفر خصوصاً اذا ارادت إسرائيل الدخول إلى قطاع غزة، هذه المدينة المكتظة بالسكان، عدا عن ان حماس عملت لسنوات طويلة على انشاء تحصينات وانفاق تخولها إدارة المعركة على الأرض بأريحية، وهي قادرة عبر هذه الانفاق صد أي هجوم بري محتمل.
ويضيف الخبراء عبر “صوت بيروت إنترناشونال”، يمكن لإسرائيل تحديد مواقع الانفاق وتدميرها، لكن لن تستطيع تدمير كافة الأنفاق، كما أن الدمار الهائل وتراكم الأبنية المدمرة بات يشكل درعاً لمقاتلي حماس الذين يمكن لهم الاحتماء بين الركام وتنفيذ عمليات قنص وزرع عبوات ناسفة، وعلينا ان لا ننسى أن مقاتلي حماس يعرفون الأرض وخفاياها جيداً.
ويقول الخبراء، إنه “يجب على إسرائيل أن تدرك أنها حال قررت اجتياح القطاع للمرة الثانية فإن هذه المرة لن تكون مثل سابقتها في عام 2014، نظرًا لأن “حماس” أعادت ترتيب أوراقها وعضدت قوتها، الأمر الذي انعكس في نتائج هجومها على إسرائيل، والذى خلف نحو 1300 قتيل في يوم واحد، فيما يعد أكبر خسارة تتكبدها إسرائيل منذ قيامها.
ويتابع الخبراء، “اجتياح غزة بهدف السيطرة على مخابئ الأسلحة التابعة لـ”حماس” سيكلف إسرائيل الكثير، وأن كل متر واحد في هذا الاجتياح ستدفع مقابله إسرائيل ثمنًا باهظًا، موضحة أن تحقيق ما تطمح إليه إسرائيل من تدمير حماس أو حتى إصابتها بالشلل، يتطلب احتلالًا مؤقتًا لكل قطاع غزة أو جزء منه، الأمر الذي لن تسمح به الحركة، لأنها ببساطة تتواجد في كل مناطق القطاع بحيث لا يمكن استئصالها بالقنابل والغارات وحدها.
ويشير هؤلاء إلى ان الديموغرافيا تلعب دوراً مهماً في هذه المعركة، إذ ستواجه إسرائيل صعوبات جمة في القطاع الذي يحتضن كل ميل مربع داخله أكثر من 20 ألف فلسطيني، كونه إحدى أعلى المناطق ذات الكثافة السكانية في العالم، إضافة للطبيعة التخطيطية للقطاع المشيد بأزقة ضيقة وساحات ومبانٍ خرسانية ذات ارتفاعات مختلفة، وهو مشهد تعرفه “حماس” عن كثب.