عندما تتجلى الوقاحة في مكان، يأتي كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني إلى بيروت لبحث مسودة وقف إطلاق النار للتأكيد على أن قرار وقف الحرب وخوضها وحتى الاحتفال بالانتصار هو في يد إيران التي أقحمت لبنان في أتون الحرب من دون أي اعتبار، وكان إعلاء راية المرشد الأعلى لا يتحقق إلى على أشلاء اللبنانيين.
بحسب المصادر، فإن علي لاريجاني بحث ما كُتب بين واشنطن وتل أبيب من مسودة تعتبرها أميركا بأنها ستكون حلاً لوقف إطلاق النار، ولاريجاني أتى برسالة إيرانية واضحة مفادها أن النظام الإيراني مع تطبيق القرار 1701، هذا في الشكل، ومن دواعي القول أن إيران مع تطبيق القرارات الدولية، أما في المضمون، تدرك إيران ان تطبيق القرار الدولي بكامل مندرجاته يدعو إلى نزع سلاح حزب الله، ما يعني أن ورقة طهران ستكون بلا سلاح فهل تقبل بتلك الشروط، طبعاً لا، فهي تقول فقط بأنها ترحب بأي مفاوضات لا أكثر ولا أقل.
تشير المعلومات عبر موقع “صوت بيروت إنترناشونال”، إلى أن لاريجاني يريد تضييع الوقت إلى حين تسلم الرئيس الأميركي المنتخب مهامه رسمياً في يناير المقبل، وإلى حين تسلم ترامب سيبقى الوضع مشتعلاً في لبنان، وسيبقى المواطن اللبناني وقوداً لمصالح إيران، إلا في حال حصلت معجزة وقبل لبنان بشروط المسودة المطروحة، وهي في مكان تعتبر بمثابة استسلام فعلي للحزب، وفي حال وافق لبنان، سيكون بمثابة اعتراف واضح من قبل طهران بانها تخلّت عن حزب الله.
تلفت المصادر إلى أن مسارعة حزب الله للقول بأنه يراهن على الميدان، هو لقطع الطريق على أي محاولة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن رئيس حكومة تصريف الأعمال القبول بشروط وقف إطلاق النار، وما أتى على لسان حزب الله هي كلمة السر الإيرانية التي سبقت وصول لاريجاني إلى بيروت، والذي بدوره ومن المتوقع أن يرفض بعض البنود مثل حرية التحرك لإسرائيل عسكرياً في حال وجدت أي إخلال في الاتفاق، وبدروها إسرائيل تدرك أن هذه الشروط غير قابلة للتطبيق، ما يعني أن إسرائيل تعمّدت وضع هذه الشروط ليرفضها الحزب وبالتالي تقوم إسرائيل بتحميل حزب الله ولبنان مسؤولية فشل المفاوضات، وستسمر بحملتها العسكرية على لبنان وتنفيذ مخططها في الجنوب.