علما اميركا وروسيا
يبدو ان طموحات الروس لن تكون سهلة التحقيق لتشابك مصالحها في الشرق الاوسط ,لاسيما وان لا نفوذ لها خارج حديقتها الطبيعية الوحيدة وهي الاراضي السورية ولن تتخلى عنها , بعدما سُحبت يدها من الملف الليبي مع تطبيق الاتفاق هناك , وفشلها في مؤتمر جنيف لناحية التعديلات الدستورية التي لم تتمكن من حلها. انطلاقاَ مما ورد يطرح السؤال عن اهداف دعوتها ل”حزب الله” الى موسكو.
“انها مجرد علاقات عامة” بهذه العبارة وصف منسق “التجمع من اجل السيادة” الصحافي نوفل ضو في حديثه الى “صوت بيروت انترناشيونال”, لقاء وفد “حزب الله” بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف , ولا يمكن وضعها في اطار سياسي او علاقات استراتيجية لان الروسي يناقش هذا الامر مع صاحب القرار المتمثل بايران.
وتابع ضو ان “حزب الله” يحاول تظهير ايجابيات هذه الزيارة من الناحية الشكلية, كونه تلقى دعوة من دولة عظمى, ولكن هذا الامر لا يتعدى العلاقات العامة ,ولعل مراسم الاستقبال التي خلت من اي ترتيبات رسمية واقتصرت على وصول الوفد بسيارة “فان” للاجتماع بالمسؤول الروسي خير دليل على ذلك , كما ان هذه الدعوة ليست يتيمة فقد وجهت دعوتين الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والوزير السابق سليمان فرنجية.
ورداَ على التصريحات التي تحدثت عن محاولات روسية للضغط باتجاه تسهيل تأليف الحكومة اللبنانية , اعتبر ضو ان هذا الموضوع لا يمكن للروس استثماره, لان مقايضة هذا الملف لن تكون مربحة ل”حزب الله” وخلفه ايران الا في حال تم مع الولايات المتحدة وفرنسا. ويضيف ضو تدرك ايران وحلفائها ان روسيا تستعمله في الداخل السوري كسلاح بري وجنود في المعارك التي استنزفت معظم الويته ,وهو يقوم فقط بالقصف الجوي في المناطق التي يحتاجها واحينا ينال نصيبه منها .
اما عن سبب التحرك الروسي ,يرى ضو ان روسيا تحاول التخلص من بشار الاسد ولكنها تريد المقايضة مع الولايات المتحدة التي لا تبدي اي اهتمام, وهذا الامر اوقع موسكو في مأزق ,مشدداَ على عدم التعويل على هذه الدعوات والزيارات.
اما بالنسبة للساحة اللبنانية يشبه ضو المعارك التي تخاض اليوم كالتي حصلت عام 1988-1989 فهي تخاض بنفس الظروف والاساليب انما بمعطيات مختلفة , حيث اعادنا بالذاكرة الى استعداد الجنرال ميشال عون انذاك الى تخريب البلد للوصول الى كرسي رئاسة الجمهورية حيث خاض حروبا عديدة وصلت الى التجويع و”هولوكسوت” مخيفة , واليوم يعيد تكرار تلك التجربة ولكن هذه المرة لايصال جبران باسيل الى سدة الرئاسة.
ويلفت ضو ان عملية الهاء الناس بلقمة عيشهم وتظهير اشكالية ولادة الحكومة وكأنها خلافات بين الرئيس نبيه بري والرئيس ميشال عون وبين الرئيس المكلف وجبران باسيل كلها محاولات لاشاحة النظر عن المشكلة الحقيقية وهي ان البلد يخضع للاحتلال, وليس هناك اي شخص لديه جرأة ادبية لتحميل “حزب الله” مسؤولية هذا الامر.
واعتبر ضو ان المشكلة الاساسية في تعاطي الفرنسيين مع الملف اللبناني الذين يرون مشكلته تقنية , في وقت تنشغل فيه الادارة الاميركية الجديدة في ترتيب اوراقها الداخلية والخارجية .
وختم ضو المشكلة تكمن في ضرورة الاختيار اما ان نكون جزءاَ من الاقتصاد العالمي والسياسية العربية واما جزءاَ من سياسة ايران واقتصادها ولكل واحد منهما ثمن اقتصادي وسياسي يقتضي دفعه.