الخميس 27 رمضان 1446 ﻫ - 27 مارس 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

زيارة مورغان للبنان في توقيت قاتل.. هل تفرمل الولادة الحكومية؟!

كان من المنتظر ان يخرج رئيس الحكومة المكلفة القاضي نواف سلام ان يخرج من حقيبته لائحة حكومته بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون، بعدما اسقطتت الاسماء على الحقائب الوزارية، التي رافقها كباش حاد بين القوى السيادية والرئيس المكلف، تطايرت معها الاسماء في الفضاء الإعلامي، رغم نفي سلام لما يتم تداوله، الا ان التأخير في الولادة الحكومية يؤشر الى التخبط حول التوزيعة الحكومية على الاطراف اللبنانية لاسيما الثنائي الشيعي “حركة امل- حزب الله” الذي يلاقي معارضة كبيرة، على اعتبار لا يمكن “اعادة القديم الى قدمه “.

شكلت وزارة المالية عقدة العقد، فهي التي كانت حكراَ على الثنائي، وهو ما لم يعد متاحا وفق قوى المعارضة التي تعتبر ان التغييرات التي حصلت على الارض، وما جاء في خطاب القسم للرئيس جوزف عون ، وما صرح به الرئيس  لناحية رفض المحاصصة وتأكيده على ان لا تكون وزارة المالية حكراَ على طائفة معينة  يجب ان يترجم في التشكيلة الحكومية، وهو وفق التسريبات لم ينجح سلام بترجمته مع تصاعد المعطيات التي تؤكد اسناد الحقيبة الى الوزير السابق ياسين جابر المحسوب على “حركة امل”.

زيارة سلام لقصر بعبدا مساء أمس، أوحت ان الحكومة على قاب قوسين من الولادة، ان تم حل عقدة الاسمين الشيعي والمسيحي ، لكن تصريح الرئيس المكلف اعاد الامور الى نقطة الصفر، بإشارته إلى انه “يعمل على تشكيل حكومة اصلاح، ولن يسمح ان تحمل في داخلها إمكان تعطيل عملها بأي شكل من الأشكال” ، مشددا على انه اختار “تغليب فعالية العمل الحكومي على مخاطر التجاذبات الحزبية داخل الحكومة”. كلام سلام يؤشر إلى ان لون الحكومة سيكون خارج الاطار الحزبي وبذلك نسف جميع التسريبات التي تم تداولها حول الحصص الوزارية للأحزاب السيادية والممانعة.

اليوم تصل الى لبنان خليفة عاموس هوكشتاين نائبة ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للسلام في الشرق الاوسط  مورغان اورتغاس بعدما كان من المقرر ان تكون في الأسبوع الأخير من الشهر الفائت. ووفق المعطيات فإن مورغان التي تتزامن زيارتها مع حدثين داخلي يرتبط بتعثر الولادة الحكومية وخارجي يتعلق بالنتائج التي ستحققها زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لواشنطن ، سيكون لها انعكاساتها على لبنان بعد تمديد مهلة الهدنة الى ال 18 من الشهر الجاري، والحذر الذي يرافق تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار واحتمالية تمديده مرة أخرى، وهذا الامر يطرح التساؤلات حول الحجج التي ستقدمها إسرائيل لتبرير عدم انسحابها من المناطق الجنوبية التي احتلتها.

وفق بعض التسريبات فان مورغن سترفع “العصا الغليظة” بوجه المسؤولين اللبنانين، فيما يرتبط بتنفيذ القرار 1701 والبنود ذات الصلة، والاطلاع من اللجنة الخماسية التي يرأسها الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز على ما تم تنفيذه. وسيكون للمشهد الحكومي المتعثر حيزا من هذه الزيارة بشكل مباشر من خلال اعادة التذكير بالشروط التي وضعت، وفي مقدمتها تشكيل حكومة اصلاحية تلتزم بالقوانين والمعايير الدولية، ودعم الجيش اللبناني الذي يشترط تنفيذ البنود التي وردت في اتفاق وقف إطلاق النار لناحية تسلم الجيش مستودعات “حزب الله” واسلحته … يبدو ان الامور باتت مرهونة بمدى التعاون الداخلي ولون الحكومة المزمع تأليفها، والتي سيعود تقييمها لمورغان مع بداية مهامها في محطتها اللبنانية.