الجمعة 25 ذو القعدة 1446 ﻫ - 23 مايو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عميد يمني لصوت بيروت: مصدر صاروخ بن غوريون غير مؤكد في ظل استمرار "وحدة الساحات"

للمرة الأولى، يطلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنذارات عابرة للبحار، حيث وجه تحذيرًا إلى السكان اليمنيين القاطنين في محيط مطار صنعاء. ويأتي هذا التحذير بعد أن كانت التحذيرات الإسرائيلية سابقًا تُوجه إلى لبنان والفلسطينيين في قطاع غزة.

وفي سياق متصل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي 15 غارة استهدفت مناطق مختلفة تخضع لسيطرة “الحوثيين”. إلا أن هذه المرة اختلفت الغارات عن سابقاتها في استهدافها مطار صنعاء ومعامل للإسمنت وشبكات توليد الطاقة الكهربائية، مما أثار تساؤلات عديدة حول دوافع استهداف مطار مدني ومصادر الطاقة.

وقد أجاب العميد السابق في الجيش اليمني، صلاح العرمي، على هذه التساؤلات وأوضحها في حديثه لـ”صوت بيروت إنترناشونال”. ففي حين اعتبرت العديد من التحليلات أن انطلاق الصاروخ ووصوله إلى حرم مطار بن غوريون دون رصده في مناطق عمل القوات الأميركية وصولًا إلى إسرائيل أمر لافت، أشار العرمي إلى أن الصاروخ قد يكون انطلق من خارج اليمن، مؤكدًا أن “وحدة الساحات” ما زالت قائمة وبقوة.

أما بالنسبة للصاروخ نفسه، فقد اعتبر العرمي أنه صاروخ قتالي عادي، إذ لم يكن له تأثير كبير عند اصطدامه بالهدف سوى الصدمة التي أحدثها الرأس الحربي. وأشار إلى أن الحوثيين قد يسارعون لتبني العملية لإظهار استمرار قدرتهم.

وشدد العميد العرمي على وجود شكوك لديه حول مصدر إطلاق الصاروخ، مرجحًا أن قدرة الحوثيين الحالية تنحصر في إطلاق المسيّرات. وأوضح أن الحرب الحديثة هي حرب تكنولوجيا أو هجينة، مشيرًا إلى أن الأقمار الاصطناعية قادرة على كشف الأرض بشكل كامل، سواء من ناحية التجمعات البشرية أو مراكز انطلاق الصواريخ، فضلًا عن السيطرة على مختلف الجهات من خلال القواعد الخاصة بالجيش الأميركي في جيبوتي وقطر وغيرها.

وبخصوص نوعية الأهداف، لفت العرمي إلى أن استهداف مطار صنعاء لن يؤثر على عدد الطائرات المحدود الموجود فيه، بل إن الهدف هو أبراج المراقبة والرادارات التي يعتمد عليها الحوثيون، والذين قد يخزنون بعض الأسلحة في محيطه، مع الأخذ في الاعتبار صعوبة استهدافه بشكل مباشر نظرًا لوجود مدنيين فيه، رغم تعرضه لعدة ضربات في وقت سابق.

أما معمل الإسمنت، فالهدف الإسرائيلي منه هو شل قدرات الحوثيين على استخدامه لتحصين مداخل التحصينات العسكرية في الجبال الشاهقة التي تتميز بها اليمن. وهم على دراية بنوعية الأسلحة التي يمكن أن تخترق هذه التحصينات، ولذا يقومون بتحصينها بإنشاء خرسانات بالتعاون الاستخباراتي الذي لا يقتصر على الخبراء اليمنيين بل يشمل الإيرانيين أيضًا. أما فيما يتعلق باستهداف معامل الطاقة، فيرجع لكونها تُستخدم من قبل الحوثيين لتشغيل البطاريات اللازمة لإطلاق الصواريخ والمسيّرات.

وبشأن قدرات الحوثيين بعد الضربات المكثفة من الولايات المتحدة وإسرائيل، فهم يعتمدون على المناورة وسيطرتهم على الأرض. وقد استفادوا من تجربة لبنان مع الاستهدافات الإسرائيلية وباتوا يتنقلون بشكل منفرد لتجنب استهدافهم. كما أن طبيعة الأرض اليمنية تختلف عن جغرافيا لبنان، بالإضافة إلى المسافة التي يتعين على الطائرات الحربية قطعها للوصول إلى الأهداف في اليمن.

ويرى العرمي أن الحوثيين لا يمكنهم التصعيد دون علم طهران، كونها الشريك الأساسي والمؤسس لما يُعرف بـ “وحدة الساحات” التي ما زالت قائمة رغم الضربات التي استهدفت أذرعها في المنطقة.

ويعتقد العميد العرمي أن مشكلة الحوثيين لا يمكن أن تجد طريقها للحل ما لم يكن شاملاً، لارتباطها بالمنطقة بشكل كامل. كما يرى أن الولايات المتحدة لن تنخرط في حرب برية في اليمن، وأن الشرعية في اليمن تشهد انقسامات بين حزبين حول المعضلة الحوثية.

ويشير إلى أن الحوثيين باتوا يعتمدون طرقًا متعددة لتجنب استهدافهم، مؤكدًا أن معظم هذه القيادات ليست أساسية ومؤثرة باستثناء القادة العسكريين الذين يقودون عمليات إطلاق المسيّرات.
ختاما يعتبر العميد العرمي ان الضربات العسكرية لن تتمكن من انهاء الحوثيين على هذه الجغرافية ما لم تقترن بعملية برية .