الأحد 1 جمادى الأولى 1446 ﻫ - 3 نوفمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عندما يستنزف باسيل رصيد المسيحيين تحت مسمى "حماية حقوقهم"

عندما عاد الرئيس السابق ميشال عون من منفاه الباريسي، وقبل أن تحط طائرته في مطار بيروت الدولي، خرج زعيم المختارة وليد جنبلاط بتوصيف أطلقه على العائد من باريس بـ “التسونامي” الذي يختصر معنى الجرف لكل ما يقف أمامه وفق مصدر متابع لمسار التيار الذي حمل شعار “عونيون”.

في خطاب الجنرال عون الأول من ساحة الشهداء الذي ألهب فيه مشاعر مناصريه، وعدهم بأن “التغيير آت ولبنان لن يحكم بذهنية القرن التاسع عشر”، وبالطبع ردد مقولته الشهيرة حول محاربة المال السياسي “الذي أفسد الجمهورية”، وطلب محاسبته بقوله “إذا تكلمت طائفيًا فانبذوني” وفق المصدر الذي اعتبر أن بداية مشوار عون السياسي بعد عودته من منفاه والوعود التي أطلقها لم تسلك مسارها على أرض الواقع السياسي، وباتت مجرد شعارات تستل “وقت الضيق” حيث كان تياره الذي سار وفق اهواء وطموحات صهره الوزير السابق جبران باسيل وما زال.

لا شك أن تيار الجنرال وصل إلى القمة مع بداية خوضه الانتخابات النيابية بحضوره على المسرح السياسي، وبات ممثلًا للمسيحيين كأكبر تكتل شكل “تسونامي فعلي” في معقل الموارنة في كسروان وسلاحه في مواجهة جميع الأطراف والكتل لا سيما “الثنائي الشيعي” واستطاع أن يفرض نفسه كرئيس بحكم المتغييرات الداخلية التي أنتجت تفاهمًا مع “حزب الله” وتغيرات خارجية فرضت موافقة من جميع الأطراف أشبه بـ “أمر واقع” ، انطلقت معها معركة تحكم التيار بمفاصل الدولة ووزارتها الأساسية مستندًا إلى تمثيله المسيحي والدعم من الفريق الشيعي المتمثل بالثنائي “حركة أمل” و”حزب الله”.

اليوم يعيش لبنان تبعات حكم عون مع حليفه الثنائي الذي رغم اهتزاز علاقتهما إلا أنها غالبًا ما تعود إلى طبيعتها، وترتكز على التبادل الخدماتي إن على الصعيد السياسي أو على صعيد الاحتفاظ بالسلطة في مراكز الدولة إن مع غياب رأس الجمهورية أو تغييبه، نتيجة عدم قدرة أي فريق على فرض مرشحه، والانهيار الاقتصادي الذي أطاح بالقطاع المصرفي الذي خرج حاكم مصرفه محملاً بكم من الاتهامات .

اليوم تعيش المؤسسة العسكرية الضمانة الوحيدة لما تبقى من الجمهورية تجاذبات قد تؤدي إلى اهتزازها، يقودها الوزير السابق جبران باسيل لاعتبارات رئاسية على قاعدة “من بعدي الطوفان” بعد فقدانه الأمل من سلوك الطريق باتجاه قصر بعبدا، متغاضيًا عن الاوضاع التي يعيشها لبنان في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني والنيران المشتعلة في قطاع غزة، والتي قد تنتقل حرائقها إلى لبنان وهو ما يحتم أن تكون المؤسسة العسكرية بجهوزية كبيرة بقيادة حكيمة حافظت وما زالت على لحمة الجيش في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي انعكست بشكل كبير على ضباطه وعناصره، فهل ستستنزف هذه المؤسسة من خلال التجاذبات حول هوية قائد الجيش في ظل الترقب الذي تعيشه المنطقة والخوف من انفجار كبير يطال المحيط بأكمله!!!