الأربعاء 15 رجب 1446 ﻫ - 15 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

فيلادلفيا ونتساريم.. عقدة المفاوضات

لا يزال طلب إسرائيل السيطرة الدائمة على معبري فيلادلفيا ونتساريم الإستراتيجيين في غزة يهدد بانهيار محادثات وقف إطلاق النار الهادفة إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر، وإطلاق سراح العشرات من الرهائن ومنع نشوب صراع أوسع.

وبحسب مصادر على معرفة بكواليس المفاوضات، فإن إسرائيل تريد الحفاظ على وجود عسكري في ممر فيلادلفيا زهي منطقة عازلة ضيقة على طول الحدود بين غزة ومصر، أما ممر نتساريم، فهي منطقة اقتطعتها، وهي تعزل شمال غزة عن الجنوب، ومن غير الواضح ما إذا كانت السيطرة الإسرائيلية على هذين الممرين مدرجة في اقتراح مدعوم من الولايات المتحدة كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن قد دعا حماس إلى قبوله لكسر الجمود في محادثات وقف إطلاق النار.

تضيف المصادر عبر موقع “صوت بيروت انترناشيونال، أن “مسارعة واشنطن لإجراء مفاوضات أتى نتيجة ضيق الوقت، فهي من ناحية تريد الذهاب إلى انتخابات رئاسية بأمان تام، ومن جهة اخرى، تريد كسب النقاط الانتخابية للإدارة الحالية التي تدنت حظوظها بعد سلوك غير مريح بالنسبة للاميركيين الذين رأوا الفشل التام بالسياسات التي وضعتها الإدارة الحالية، بالتالي، فإن المفاوضات لم تكن تتمتع بالجدية الكافية، وهي لم تعط الفلسطيننين حقوقهم، وهذا يعني ان المفاوضات قد لا تنجح، وبحسب ما هو ظاهر، هناك عراقيل كثيرة”.

يمتد ممر نتساريم، الذي يبلغ طوله حوالي 6 كيلومترات، من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل جنوب مدينة غزة مباشرة. ويفصل أكبر منطقة حضرية في القطاع وبقية الشمال عن الجنوب، كما أن السيطرة الإسرائيلية على الممرين تتطلب إغلاق الطرق ومدّ الأسوار وأبراج الحراسة وغيرها من المنشآت العسكرية. وتعدّ نقاط التفتيش من أبرز مظاهر الحكم العسكري الإسرائيلي المفتوح على الضفة الغربية، وعلى غزة قبل الانسحاب منها في 2005.
وتعتبر إسرائيل نقاط التفتيش مسألة حيوية للأمن. لكن الفلسطينيين يعتبرونها انتهاكا مهينا لحياتهم اليومية. كما ينظرون إليها بوصفها مقدمة لاحتلال عسكري دائم ومسوغا لعودة المستوطنات اليهودية، وهو الأمر الذي يدعو إليه شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف علنا.

ويمكن أن يطيل الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أمد الحرب التي قتل فيها الهجوم الإسرائيلي بالفعل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وشرد جل سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ودمر أغلب القطاع الفقير.