مسيرة تابعة لحزب الله
في ظل الحصار الشديد الذي يواجهه “حزب الله” على الصعيدين المحلي والدولي، خاصة مع تقييد حركة الأموال القادمة من إيران إلى بيروت، والسيطرة المحكمة على الحدود اللبنانية السورية، قرر الحزب تفعيل خلاياه النائمة في أوروبا، هذه الخلايا لم تعد تقتصر على جمع الأموال فقط، بل أصبح لها دور آخر في تأمين مستلزمات ذات طابع عسكري، قد تكون ضرورية لعملياته في لبنان وسوريا.
ورغم الرقابة الأمنية الصارمة في أوروبا من قبل الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية، يعتمد “حزب الله” وفقاً للمعلومات، على تكتيك مدروس يتمثل في تجنيد عدد محدود للغاية من الأفراد، أي شخص أو شخصين على الأكثر، بهدف تجنب إثارة الشبهات. هؤلاء الأفراد يضطلعون بمهام سرية تتعلق بالتمويل وجمع الأموال عبر الجمعيات أو الأعمال الخيرية التي قد تكون واجهًا لهذه الأنشطة. هؤلاء الأشخاص يعملون في الخفاء، محاولين جمع الأموال التي يتم توجيهها مباشرة إلى العمليات العسكرية للحزب.
تشير المعطيات المتوافرة لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، إلى أن أحد الأهداف الأساسية لهذه الخلايا هو توفير مستلزمات عسكرية يمكن تهريبها من أوروبا إلى لبنان. من أبرز هذه المواد قطع صغيرة يتم استخدامها في صناعة الطائرات المسيرة (الدرونز)، ويبدو أن هناك شبكة معقدة تتيح وصول هذه المواد إلى لبنان دون أن تثير الانتباه، إذ يتم تهريبها عبر موانئ ومرافق تجارية يبدو أنها لا تخضع للفحص الدقيق.
تجدر الإشارة إلى أن ما أثير حول مرفأ بيروت يسلط الضوء على وجود شبكة لتهريب قطع صغيرة تدخل عبر البواخر إلى شركات تم إنشاؤها من قبل “حزب الله”، وهذه الشركات هي التي تدير عمليات استيراد الطائرات المسيرة. على الرغم من الادعاءات بأن هذه الطائرات هي فقط لأغراض التصوير، فإن المعلومات تشير إلى أن هذه الشبكات قد تستخدم قطعًا صغيرة أخرى قد يكون لها أغراض عسكرية بحتة.
ومن هنا، يتعين على أجهزة الرقابة الأوروبية تكثيف جهودها في فحص الحاويات المشبوهة التي تمر عبر الموانئ والحدود، ومتابعة الشركات والأشخاص المحتمل انتماؤهم إلى الحزب أو ارتباطهم به بشكل أو بآخر. السيطرة على هذا النوع من الأنشطة أصبح ضرورة ملحة لتقليص قدرة “حزب الله” على تنفيذ عمليات عسكرية واستخباراتية في الشرق الأوسط.