الثلاثاء 9 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 10 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كيف خططت إسرائيل لمعركة الجنوب؟.. وهذا ما تريده

عندما طرحت إسرائيل انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، تساءل عدد كبير من المعنيين عن الفائدة من وراء انسحاب الحزب بالنسبة إلى إسرائيل، خصوصاً ان الحزب يملك صواريخ بعيدة المدى، وهو قادر على قصف إسرائيل من بيروت ومن أي مكان في لبنان، والانسحاب لا يفيد إسرائيل طالما أن صواريخ الحزب تصل إلى أي مكان في إسرائيل.

بعض المحللين اعتبروا ان إسرائيل تخشى من تكرار عملية 7 تشرين ثانية يقوم بها حزب الله كالتي نفذتها حركة حماس، خصوصاً ان الحزب يتمتع بقدرات قتالية تفوق قدرات حماس، بالتالي هي تريد انشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح على عمق 10 كيلومترات لضمان عدم القيام بعمليات تجاه إسرائيل، لكن ماذا عن الصواريخ الدقيقة التي يملكها الحزب والتي قادرة على الحاق الضرر الكبير بإسرائيل؟.

يجيب أحد الخبراء العسكريين الغربيين عبر موقع “صوت بيروت انترناشيونال”، أن إسرائيل كانت طيلة فترة الحرب الدائرة في سوريا والتي شارك فيها حزب الله، كانت تجمع المعلومات الكافية عن الحزب وتحركاته، وحزنت معلومات هائلة جمعتها عبر اجهزتها الاستخباراتية نتيجة انكشاف الحزب امنياً داخل سوريا، لأنه قاتل كجيش تقليدي، واضطر في الكثير من الاحيان الكشف عن قادته وتنقلاتهم نظراً لطبيعة متطلبات الحزب السورية، خصوصاً أن الساحة السورية كانت مخترقة من قبل كافة اجهزة الاستخبارات في العالم، وهذا الامر ساعد إسرائيل بجمع المعلومات الكافية واللازمة عن حزب الله، وتحزينها للإستفادة منها في أي حرب مقبلة بين إسرائيل وحزب الله.

ويضيف الخبير العسكري الغربي: “بالفعل هذا ما حصل إلى حين أتت الساعة وبدأت المواجهة مع حزب الله، وهذا ما كانت تنتظره إسرائيل، فهي باتت تملك كافة المعلومات، ما يخولها امتلاك عنصر المفاجأة، فانقضت على الحزب وقادته، وبفعل تلك المعلومات استطاعت استهداف بنية الحزب القيادية، وخصوصاً الوحدات الخاصة في حزب الله التي تعد الاكثر الفرق العسكرية تدريباً في الحزب أي قوة الرضوان، فعمدت على استهداف أبرز القادة الميدانيين داخل سياراتهم ومنازلهم، وأضعفت عديد قوة الرضوان على مستوى القيادة وشلأت قدراته وقوة تحركاته”.

يتابع الخبير ذاته: “عندها، بات تحقيق انسحاب الحزب إلى ما وراء الليطاني مفيداً مجدياً بالنسبة إلى إسرائيل، فهي علت أقوة فرقة لدى الحزب، واستهدفت معظم القادة الميدانيين، وافقدت حزب الله قوة كبيرة، أضف إلى ذلك عملية “البيجر” وتفجير اجهزة اللاسلكي، بعدها أتى دور الصواريخ الذكية التي كشفت إسرائيل اماكن تلك الصواريخ وبدأت حربها بضرب المخازن واماكن تواجد منصات الصواريخ الدقيقة وبعيدة المدى، وهي كانت تنتظر تفعيل تلك المنظومة من قبل حزب الله لتحديد الاماكن، وبالفعل ها هي تقوم بشل قدرات الحزب الصاروخية، ولا زلنا بالمراحل الاولى من الحرب، إلى حين تعتبر إسرائيل أنها استطاعت تجمير 80% من قوة الحزب الصاروخية، ستقوم بتنفيذ المنطقة العازلة على الأرض”.